الرياض تستعد لافتتاح مرحلة جديدة من أكبر مشاريعها الذي سيجعلها وجهة العالم وستجعل العاصمة السعودية مدينة الأثرياء

تستعد العاصمة السعودية، الرياض، لافتتاح مرحلة جديدة من مشروع "المسار الرياضي"، أحد أبرز المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تحويل المدينة إلى وجهة عالمية ومدينة حيوية، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030.

الرياض تستعد لافتتاح مرحلة جديدة من أكبر مشاريعها الذي سيجعلها وجهة العالم 

يمتد المسار بطول 135 كيلومترًا، ويربط بين غرب الرياض وشرقها، معززًا أنماط الحياة الصحية ومقدم مرافق رياضية وترفيهية متكاملة لسكان المدينة وزوارها.

أطلق مشروع "المسار الرياضي" في 19 مارس 2019، بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة مباشرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

يأتي هذا المشروع ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز مكانة الرياض كمدينة عالمية مستدامة، وتحفيز السكان على اتباع نمط حياة صحي، مما يسهم في تحسين جودة الحياة في المدينة.

تفاصيل المشروع والمناطق التي يمر بها

يمتد "المسار الرياضي" على طول 135 كيلومتر، رابط بين وادي حنيفة في غرب الرياض ووادي السلي في شرقها، عبر طريق الأمير محمد بن سلمان، يقسم المشروع إلى ثماني مناطق رئيسية، كل منها تتميز بخصائص ومرافق فريدة:

• منطقة وادي حنيفة: تمتد لمسافة 13.4 كيلومترًا، وتضم مسارات للمشاة، والدراجات الهوائية، وركوب الخيل، بالإضافة إلى مناطق مشجرة ومحطات استراحة، مما يجعلها بيئة مثالية للأنشطة الرياضية والترفيهية.
• منطقة الفنون: تحتوي على مراكز ثقافية، متاحف، مكتبات، استوديوهات، وساحات للعروض الفنية، بالإضافة إلى مسارات للمشاة والدراجات الهوائية، مما يعزز الجانب الثقافي والفني في المدينة.
• منطقة وادي اليسن: تتميز بوجود قناة مائية تتوسطها، وتقع بالقرب من مركز الملك عبد الله المالي، وتضم مسارات للمشاة والدراجات الهوائية، وجلسات للمتنزهين، ومناطق استثمارية.
• المنطقة الترفيهية: توفر جسور مخصصة للدراجين المحترفين، ومسارات أرضية للهواة، بالإضافة إلى مدرجات، ومجمعات للعروض السينمائية والمسرحية في الهواء الطلق، وملاعب ومنتزهات للأطفال، ومباني سكنية ومكتبية.
• المنطقة الرياضية: تضم 60 موقع رياضي، بما في ذلك 16 ملعب كرة قدم، و18 ملعب مغطى، و12 ملعب مكشوف لكرة السلة والطائرة والتنس، وصالات تدريب متخصصة، ومضمار للدراجات الهوائية.
• المنطقة البيئية: تشمل مسارات للدراجين المحترفين والهواة، ومناطق ترويحية، ومسارات للمشي والجري متصلة بالأحياء المجاورة، بالإضافة إلى مواقع تعليمية وثقافية، وحقول، وبيوت، وأسواق تجارية، ومطاعم، ومقاهي.
• منطقة وادي السلي: تضم مسارات للدراجين المحترفين، وركوب الخيل، ومسارات مشجرة للمشاة، مع 15 محطة تحتوي على مقاهٍ متنوعة، ومتاجر لخدمة المتنزهين والرياضيين، ومراكز صيانة الدراجات الهوائية.
• منطقة متنزه الكثبان الرملية: تقع جنوب شرق مطار الملك خالد الدولي، وتحتوي على مسارات للدراجات الجبلية والصحراوية للمحترفين، ومركز للفروسية، ومضامير لركوب الخيل، ومنتجع فندقي، ومراكز للزوار، ومرافق سكنية متنوعة.

المشاريع المساندة للمسار الرياضي

بالإضافة إلى المناطق الثماني، يتضمن المشروع عدة مرافق ومشاريع مساندة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار والسكان:

• البرج الرياضي: برج بارتفاع 130 متر، يضم أعلى جدار تسلق في العالم بطول 98 متر، وأعلى مضمار جري معلق بطول 250 متر، مما يجعله معلم رياضي فريد على مستوى العالم.
• زيادة المساحات الخضراء: يهدف المشروع إلى توفير 4.2 مليون متر مربع من المساحات الخضراء، مما يسهم في تعزيز الغطاء النباتي وتقليل درجات الحرارة في المناطق الحضرية.
• المرافق الرياضية: إنشاء 50 منشأة رياضية جديدة تلبي احتياجات الرياضيين المحترفين والهواة، مما يعزز من البنية التحتية الرياضية في المدينة.
• المناطق الثقافية والفنية: تطوير مناطق للفعاليات الثقافية والفنية، مثل المسارح المفتوحة والسينما في الهواء الطلق، لتعزيز الجانب الثقافي والترفيهي في المدينة.
• شبكة النقل الذكي: توسعة شبكة النقل الذكي داخل المشروع، عبر توفير أنظمة مشاركة الدراجات، ومناطق مخصصة للنقل الكهربائي، مما يسهم في تسهيل التنقل وتقليل الازدحام المروري.

يعتبر "المسار الرياضي" خطوة بارزة في تطوير بنية الرياض التحتية، حيث يعزز جودة الحياة، ويشجع على ممارسة الرياضة، ويخلق بيئة حضرية مستدامة تدعم الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية للسكان.

كما يتوقع أن يسهم المشروع في جذب الاستثمارات، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحفيز التنمية المستدامة، مما يجعل الرياض وجهة مفضلة للأثرياء والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.

مع اقتراب افتتاح المرحلة الجديدة من "المسار الرياضي"، تواصل الرياض مسيرتها نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تعزز من مكانتها كإحدى أهم العواصم العالمية في مجالات الرياضة، والثقافة، والاستدامة الحضرية، وتوفر بيئة مثالية للحياة والعمل والترفيه.

المشروع لا يقتصر فقط على تحسين البنية التحتية الرياضية، بل يعكس أيضا توجه استراتيجي لتحسين نمط حياة السكان وجعل الرياض مدينة عالمية بمعايير حديثة تجذب الأثرياء والمستثمرين والمقيمين على حد سواء.

ويعد “المسار الرياضي” أكبر مشروع حضري من نوعه في العالم من حيث الطول والتكامل، ويعكس حجم الطموح في تحويل العاصمة إلى مركز حضري نابض بالحياة والأنشطة في قلب الصحراء.

وبافتتاح المرحلة الجديدة من المشروع خلال الأشهر المقبلة، تتوقع الجهات المشرفة عليه ارتفاع كبير في عدد الزوار والمستخدمين، مما سيعزز من القيمة الاقتصادية للمنطقة ويجعل من الرياض نموذج للمدن الذكية الحديثة.

كما من المنتظر أن تسهم الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية التي ستقام على امتداد المسار في تنشيط قطاع السياحة الداخلية والخارجية، وتوفير آلاف فرص العمل في قطاعات الإنشاءات، والصيانة، والضيافة، والتسويق، والنقل الذكي.

ومن خلال التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، تعمل الجهات المشرفة على المشروع على تقديم تجربة حضرية جديدة تعتمد على التنوع والتكامل، مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة مثل أنظمة الإضاءة الذكية، والمراقبة البيئية، والتكامل مع خطوط المترو والحافلات، لضمان أعلى درجات الراحة والكفاءة للمستخدمين.

في ظل هذه التحولات، يبدو أن العاصمة السعودية تمضي قدمًا بثبات نحو هدفها بأن تصبح ضمن أفضل 10 مدن في العالم للعيش والعمل، مع التركيز على الصحة، والاستدامة، والنشاط البدني، وجودة الحياة.

وينتظر أن يُحدث مشروع “المسار الرياضي” نقلة نوعية في نمط الحياة داخل الرياض، ويكرس صورتها الجديدة كوجهة عالمية جذابة ومدينة حديثة للأثرياء والمبدعين والمستثمرين.