ترتيب السعودية الجديد في سلم جودة التعليم العالمي للمدارس والجامعات في 2025

ترتيب السعودية الجديد في سلم جودة التعليم العالمي للمدارس والجامعات
  • آخر تحديث

في عالم تسوده المنافسة الشديدة على الريادة في مجالات متعددة، يبرز قطاع التعليم كركيزة أساسية في بناء مستقبل الدول وتقدمها، حيث يعد الاستثمار في التعليم هو اللبنة الأولى نحو تحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة.

ترتيب السعودية الجديد في سلم جودة التعليم العالمي للمدارس والجامعات

ولهذا، تولي المؤسسات والمنتديات العالمية مثل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أهمية كبيرة لتقييم جودة التعليم في مختلف دول العالم من خلال مؤشرات دقيقة ومعايير معتمدة دوليًا.

فمن خلال مؤشر دافوس العالمي لجودة التعليم، يتم إصدار تقارير سنوية تصنف الدول بحسب كفاءة وجودة نظامها التعليمي، مع الأخذ بعين الاعتبار جوانب عدة، منها المناهج الدراسية، وطرق التدريس، ونتائج التحصيل العلمي، والتقنيات المستخدمة في العملية التعليمية، وغيرها.

مؤشر دافوس لجودة التعليم: رؤية عالمية لتقييم أنظمة التعليم حول العالم

يعد مؤشر دافوس واحد من أكثر المؤشرات تأثير وموثوقية في تقييم جودة التعليم عالميًا، حيث يتم إطلاقه تحت إشراف المنتدى الاقتصادي العالمي، ويعتمد على مجموعة من البيانات والإحصاءات المجمعة من الهيئات الدولية التعليمية.

ويهدف هذا المؤشر إلى قياس مدى كفاءة النظام التعليمي في الدول، وقدرته على التكيف مع متطلبات العصر الرقمي، وسرعة استجابته للتغيرات المتسارعة في مجالات التعليم.

ويصدر المؤشر سنويًا، متضمن ترتيب عالمي للدول بناء على جودة التعليم المقدم فيها، ما يجعل منه أداة حيوية في تحديد موقع كل دولة على خارطة التعليم العالمية، وفرصة لها لمراجعة استراتيجياتها وتطويرها بما يواكب التطلعات العالمية.

قائمة الدول العشر الأولى عالميًا في جودة التعليم وفق مؤشر دافوس لعام 2025

شهد الترتيب العالمي للتعليم تنافسًا كبيرًا بين الدول المتقدمة، والتي عمدت إلى تطوير منظومتها التعليمية وفقًا لأحدث الأساليب. وفيما يلي نستعرض أبرز عشر دول تصدرت تصنيف دافوس لهذا العام:

الدولة الترتيب العالمي
كوريا الجنوبية المرتبة الأولى
اليابان المرتبة الثانية
سنغافورة المرتبة الثالثة
قطر المرتبة الرابعة
فنلندا المرتبة الخامسة
الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة السادسة
كندا المرتبة السابعة
هولندا المرتبة الثامنة
إيرلندا المرتبة التاسعة
بولندا المرتبة العاشرة

وقد لفتت دولة قطر الأنظار بتقدمها الكبير لتحتل المرتبة الرابعة عالميًا، وهو إنجاز مهم يعكس جودة النظام التعليمي المعتمد فيها.

الترتيب العربي في مؤشر التعليم: الدول الخليجية في الصدارة وسباق مستمر نحو التطوير

لم يكن الحضور العربي في التصنيف العالمي باهت، بل استطاعت عدد من الدول العربية أن تثبت وجودها في المراتب الأولى على المستوى الإقليمي، كما شهد المؤشر تحسن ملحوظ في بعض الدول الخليجية، وفيما يلي ترتيب الدول العربية من حيث جودة التعليم:

الدولة الترتيب عربيًا
قطر الأولى
الإمارات العربية المتحدة الثانية
الجمهورية اللبنانية الثالثة
مملكة البحرين الرابعة
المملكة الأردنية الهاشمية الخامسة
المملكة العربية السعودية السادسة
الجمهورية التونسية السابعة
الكويت الثامنة
المملكة المغربية التاسعة
سلطنة عمان العاشرة
الجزائر الحادية عشر
موريتانيا الثانية عشر

ويلاحظ التقدم الملحوظ الذي أحرزته قطر والإمارات ولبنان، في وقت تسعى فيه بقية الدول العربية إلى النهوض بمنظوماتها التعليمية لمواكبة التحولات العالمية.

التعليم في المملكة العربية السعودية: طموحات كبيرة وإنجازات متصاعدة

جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة السادسة عربيا، وفي المرتبة 35 عالميا، وهو ترتيب يعكس جهود متواصلة تقوم بها المملكة في سبيل تحديث وتطوير التعليم، وتشمل هذه الجهود:

  • تحديث شامل للمناهج الدراسية وربطها بمتطلبات سوق العمل.
  • إدخال تقنيات رقمية متقدمة ومنصات إلكترونية لتيسير العملية التعليمية.
  • الاهتمام بالمعلمين وتأهيلهم أكاديميا ومهنيا.
  • بناء بيئة تعليمية محفزة للإبداع والابتكار.

وتسعى المملكة ضمن رؤيتها الوطنية إلى أن تكون ضمن أفضل 20 دولة عالميًا في جودة التعليم خلال السنوات القادمة.

وضع التعليم في مصر: خطط للتطوير رغم التحديات

رغم التحديات التي تواجهها منظومة التعليم في جمهورية مصر العربية، فإن هناك جهود تبذل من أجل تحسين الوضع العام. ومع ذلك، جاءت مصر في المرتبة الأخيرة عربيًا، والمرتبة 86 عالميًا، من أصل 140 دولة شملها التصنيف.

وتعمل الحكومة المصرية على تطوير نظام التعليم من خلال:

  • تعزيز المناهج التعليمية وربطها بالتكنولوجيا.
  • إطلاق مبادرات جديدة لتدريب المعلمين.
  • تحسين البنية التحتية للمدارس والمعاهد.
  • تشجيع التحول الرقمي في العملية التعليمية.

وما زالت مصر أمامها خطوات كبيرة لتجاوز المراتب المتأخرة والوصول إلى تصنيفات أعلى.

كيف يتم تصنيف جودة التعليم عالميا؟ المعايير التي تقف خلف الأرقام

لا يتم تصنيف الدول في مؤشر جودة التعليم عشوائيا، بل يعتمد على مجموعة من المعايير الدقيقة التي تحدد مستوى كفاءة النظام التعليمي، وهي تشمل:

  • الهيكلة التعليمية وفق الفئات العمرية: يشمل ذلك تنظيم مراحل التعليم (الابتدائي، الإعدادي، الثانوي، والجامعي) بما يتناسب مع أعمار الطلبة ومهاراتهم المتوقعة.
  • جودة التعليم في المراحل الأولى: يتم التركيز على قدرة الطلاب على القراءة، والكتابة، والحساب، إضافة إلى تنمية التفكير النقدي والقدرات المعرفية الأساسية.
  • فعالية التعليم الإعدادي والثانوي: من خلال تقييم مدى عمق المناهج، والتخصصات المتاحة، ومدى ملاءمتها للمرحلة الجامعية وسوق العمل.
  • جودة التعليم العالي والجامعي: من خلال قياس مدى تقدم البحوث العلمية، ومستوى الكوادر الأكاديمية، وعدد براءات الاختراع، والشراكات الدولية.
  • التكامل الرقمي والتقني: وذلك من خلال مدى استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، مثل التعلم عن بعد، والاختبارات الإلكترونية، والتطبيقات التعليمية الذكية.

التعليم هو الرهان الأكبر نحو مستقبل أفضل

تكشف التقارير العالمية لتصنيف جودة التعليم حجم التباين بين الدول، لكنها في الوقت نفسه تبرز أهمية التعليم كوسيلة للتحول الحضاري والاقتصادي.

ومن خلال المؤشرات الدقيقة مثل مؤشر دافوس، تحصل الدول على تقييم موضوعي يمكنها من مراجعة أدائها وتحديد أولوياتها.

فبينما تتصدر دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة، تستعد دول عربية طموحة مثل قطر والإمارات والسعودية لإحداث تحولات جوهرية في قطاع التعليم، فيما تواصل دول أخرى السعي للحاق بركب التطور.

وفي نهاية المطاف، فإن الاستثمار في التعليم لا ينعكس فقط على ترتيب الدولة في المؤشرات الدولية، بل يشكل حجر الأساس في بناء إنسان واعي، واقتصاد مزدهر، ومستقبل أكثر إشراق.