الطايف.. حدث بيئي يجذب آلاف الزوار هذا الاسبوع

حدث بيئي يجذب آلاف الزوار هذا الاسبوع
  • آخر تحديث

في مشهد يفيض عذوبة وجمال، تزين مبنى مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الطائف بلونه الوردي الزاهي، في لفتة رمزية مفعمة بالحب والامتنان لموسم قطاف الورد الطائفي، الذي يعد أحد أكثر المواسم الزراعية والثقافية تأصل في وجدان أبناء الطائف، وأحد الكنوز الوطنية التي تفوح عبيرها نحو الآفاق.

حدث بيئي يجذب آلاف الزوار هذا الاسبوع 

هذه الخطوة اللافتة لم تكن مجرد تغيير لوني عابر، بل تعبير مرئي عن أهمية هذا الموسم الاستثنائي، الذي يرتبط بشكل وثيق بالهوية المحلية، والموروث الزراعي العريق لمنطقة الطائف، ويأتي ضمن توجه وزارة البيئة والمياه والزراعة لإحياء روح الاهتمام المجتمعي بمنتج زراعي فريد يحظى بسمعة عالمية متألقة: الورد الطائفي.

اللون الوردي... أكثر من زينة: رسالة احتفاء بالهوية والتراث الزراعي

جاءت مبادرة تزيين المبنى الحكومي باللون الوردي تماشيا مع انطلاق موسم قطاف الورد الطائفي، الذي يتكرر في كل ربيع حامل معه عبق الذكريات، وتاريخ عريق من الزراعة والفخر المحلي. هذه المبادرة تعد رسالة محبة ودعم لكل من يعمل في قطاع زراعة الورد، من مزارعين ومُقطّرين وحرفيين، وهي أيضا دعوة مفتوحة للمجتمع للاعتزاز بهذا الإرث الزراعي الذي تحوّل إلى عنصر اقتصادي وسياحي مهم.

الورد الطائفي... عبق الأصالة السعودية بلمسة عالمية

يمتاز الورد الطائفي بجودته الفائقة ورائحته الأخاذة التي جعلته أحد أهم المنتجات الزراعية السعودية القابلة للتصدير، والتي تدخل في صناعة العطور الراقية والمستحضرات التجميلية الفاخرة حول العالم.

وقد ساهم هذا المنتج في وضع الطائف على خارطة العطور العالمية، حيث يعرف زيت الورد الطائفي بتركيزه العالي ونقاوته، ما يجعله خيار أولا في كبرى دور العطور العالمية.

مكتب الوزارة في الطائف... دعم فعّال وجهود ميدانية لتعزيز جودة الإنتاج واستدامته

أوضح المهندس هاني بن عبدالرحمن القاضي، مدير مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالطائف، أن تزيين المبنى الوردي لم يكن مجرد لفتة جمالية، بل هو تعبير صادق عن الدعم الرسمي المتواصل للمزارعين والمهتمين بهذا المورد الزراعي النادر.

كما أكد أن المكتب يواصل دوره الفعال من خلال تنفيذ البرامج التوعوية والإرشادية، وتقديم الدعم الفني والخدمي لمزارعي الورد، بما يسهم في الحفاظ على جودة المنتج واستمراريته كمصدر دخل، ورمز وطني يتباهى به السعوديون.

موسم الورد الطائفي... احتفال سنوي يدمج الزراعة بالسياحة في تجربة فريدة

يبدأ موسم قطاف الورد الطائفي عادة مع مطلع شهر إبريل من كل عام، ويعد من أبرز الفعاليات الموسمية التي تجمع بين الطابع الزراعي والبعد السياحي الثقافي، حيث تستقبل الطائف آلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج والعالم، ممن يحرصون على زيارة مزارع الورد، والتعرف على طرق التقطير اليدوية، واستخلاص الزيوت العطرية في معامل تقليدية تشبه مشاهد القصص التراثية.

إلى جانب ذلك، يقام مهرجان الورد الطائفي السنوي الذي يحتضن الفعاليات الثقافية والفنية، والمعارض التراثية، وورش العمل، في مزيج متكامل من الاحتفاء بالورد كمنتج، وبالإنسان الطائفي كحارس لهذا الإرث.

الورد الطائفي... رمز للجمال والاقتصاد والاستدامة البيئية

يختصر الورد الطائفي في بتلاته قصة هوية وتراث، وتجربة تنموية تجمع بين الأصالة والطموح، حيث بات ينظر إليه اليوم كأحد رموز الزراعة الذكية والمستدامة، وقد تمكن من فرض مكانته كمنتج وطني يستحق الدعم والاستثمار، ليس فقط لجماله، بل لما يحمله من فرص اقتصادية واعدة.

بهذا المشهد الرمزي الجميل، ومع كل زهرة تقطف من مزارع الطائف، تكتب المملكة فصل جديد من فصول الاعتزاز بتراثها الزراعي، واستعدادها للمستقبل بروح تنبض بالعطر والفخر.