السعودية تطلق رسمياً الجسر المعجزة الذي يجعل السفر من جدة الى الدمام يستغرق عدة ساعات فقط والكشف عن الشركات المنفذة للمشروع

السعودية تطلق رسمياً الجسر المعجزة الذي يجعل السفر من جدة الى الدمام يستغرق عدة ساعات فقط
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس الطموحات اللوجستية الضخمة للمملكة العربية السعودية، وفي ظل التوجه الاستراتيجي لتحويل المملكة إلى مركز عالمي لحركة التجارة والنقل، يشهد مشروع "الجسر البري السعودي" حالة من التنافس الدولي المحموم بين كبرى الشركات العالمية المتخصصة في التصميم الهندسي ومشاريع البنية التحتية.

السعودية تطلق رسمياً الجسر المعجزة الذي يجعل السفر من جدة الى الدمام يستغرق عدة ساعات فقط

المشروع المرتقب يعد من بين أكبر مشاريع النقل في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيمتد لأكثر من 1000 كيلومتر من السكك الحديدية والطرق الحيوية، ويمثل نقطة تحوّل جذرية في خارطة المواصلات والخدمات اللوجستية بالمملكة.

العد التنازلي يبدأ: الموعد النهائي لتقديم العروض يقترب

بحسب ما تم الإعلان عنه رسميًا، فإن آخر موعد لتقديم العروض الفنية والمالية من قبل الشركات المتنافسة هو 15 مايو المقبل. وعلى الشركات الراغبة في الظفر بعقد التصميم أن تقدم ملفات متكاملة تشمل حلول هندسية مبتكرة، وخططًا تنفيذية مدروسة، وتجارب سابقة في تنفيذ مشاريع ضخمة على هذا النطاق.

هذا المشروع يمثل تحدي كبير ومغري في آن واحد، نظرًا لضخامته، وتشعب مساراته، وتنوع تضاريس المناطق التي يخترقها.

مشروع عملاق يربط أطراف المملكة بخطوط حديدية حديثة

يتضمن الجسر البري السعودي إنشاء خط سكة حديد بطول 900 كيلومتر، يربط الرياض بالعاصمة الاقتصادية جدة، ما يتيح نقل البضائع من ميناء الملك عبدالله على البحر الأحمر مباشرة إلى الرياض دون المرور بالممرات البرية التقليدية. هذه الخطوة ستختصر الزمن، وتقلل التكاليف، وتزيد من كفاءة العمليات التجارية بشكل جذري.

ولم يتوقف المشروع عند هذا الحد، بل يتضمن كذلك:

  • تحديث خط الرياض – الدمام لرفع كفاءته وقدرته التشغيلية.
  • إنشاء طريق جانبي حول العاصمة الرياض لتسهيل حركة النقل وتخفيف الازدحام.
  • ربط ميناء الملك عبدالله بميناء ينبع لخلق محور تجاري ولوجستي جديد غرب المملكة.

بتكلفة ضخمة تتجاوز 7 مليارات دولار: المشروع أحد أعمدة رؤية السعودية 2030

تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع العملاق بنحو 7 مليارات دولار أمريكي، ما يجعله أحد أكبر المشاريع الاستثمارية في قطاع النقل السعودي.

ويأتي الجسر البري ضمن أولويات "رؤية السعودية 2030"، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتطوير البنية التحتية لتكون المملكة مركز عالميًا للنقل والخدمات اللوجستية.

ينظر إلى هذا المشروع على أنه نقطة انطلاق استراتيجية نحو خريطة نقل ذكية وأكثر كفاءة، تتيح للمملكة السيطرة على سلاسل الإمداد العالمية، عبر ربط الموانئ الرئيسية بشبكة برية فعالة وحديثة.

خريطة زمنية للتنفيذ: متى يبدأ العمل الفعلي؟

وفقًا للأطر الزمنية المحددة من الجهات المنظمة للمشروع، فإنه من المتوقع أن يتم طرح مناقصات البناء في منتصف عام 2026، بعد الانتهاء من كافة أعمال التصميم الفني والمعماري والاعتماد النهائي للمسارات والمخططات الهندسية.

هذا الجدول الزمني يمنح الجهات المختصة متسع من الوقت لتقييم العروض المقدمة، ومراجعة التفاصيل التقنية والمالية بدقة، قبل الشروع في مراحل التنفيذ الفعلي التي ستكون بلا شك على أعلى مستويات الدقة والضبط الفني.

الجسر البري: حلقة محورية في خارطة التجارة العالمية

يعد المشروع في جوهره أكثر من مجرد شبكة سكة حديدية؛ فهو رابط جغرافي استراتيجي بين الخليج العربي والبحر الأحمر، ما يضع المملكة في قلب خريطة التجارة البرية العالمية، ويوفر ممر تجاري آمن وفعال بديل لقناة السويس في بعض الأحيان.

ومن المتوقع أن يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع النقل متعدد الوسائط، حيث يربط الطرق البرية بالسكك الحديدية والموانئ، ويسهم في خفض التكاليف التشغيلية، وتقليل الزمن اللازم لنقل البضائع.

مشروع بمقاييس عالمية ينتظر الإبداع في التصميم

بينما تتسارع الخطى نحو تنفيذ هذا المشروع الحلم، تترقب الأوساط الهندسية والاستثمارية في العالم نتائج المنافسة الشرسة على عقد التصميم، والذي سيمثل البداية الفعلية لأحد أكبر المشاريع التحولية في المنطقة.

المملكة، برؤيتها الطموحة وخططها المستقبلية، تواصل رسم ملامح المستقبل بخطى واثقة، وهذا المشروع ليس إلا صفحة جديدة من سِفر التنمية المستدامة والنمو الشامل الذي تشهده أرض الحرمين.