رسوم وشروط استقدام العمالة المنزلية من أندونيسيا وتحديد الحد الأدنى لرواتب العمالة المنزلية من أندونيسيا 1446 - 2025

رسوم وشروط استقدام العمالة المنزلية من أندونيسيا
  • آخر تحديث

في خطوة غير مسبوقة تمثل نقلة نوعية في العلاقات العمالية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا، أعلنت الحكومة الإندونيسية عن استئناف رسمي لعملية إرسال العمالة إلى السعودية بعد توقف دام عقد كامل، في ظل اتفاقية جديدة وواعدة تتضمن إجراءات حماية صارمة للعمال، وتحقيق توازن عادل بين حقوق العامل وصاحب العمل، إلى جانب تحديد حد أدنى للأجور يضمن حياة كريمة للعمالة الوافدة.

رسوم وشروط استقدام العمالة المنزلية من أندونيسيا 

تعود العلاقات العمالية بين الرياض وجاكرتا إلى واجهة التعاون مجددا بعد أن شهدت فترة طويلة من الانقطاع، وذلك منذ أن قررت إندونيسيا فرض حظر شامل على إرسال عمالتها إلى بعض دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها السعودية، بسبب تقارير متعددة عن سوء معاملة عدد من العاملين، خاصة في قطاع العمالة المنزلية.

لكن، ومع التطورات الكبيرة التي شهدها نظام حماية العمال في المملكة، رأت جاكرتا أن الوقت قد حان لإعادة فتح هذا الباب، حيث جاء القرار مدعوم بتحسن ملحوظ في مستوى الأمان المهني، إلى جانب آليات رقابية جديدة طورتها السعودية لضمان حقوق العاملين داخل أراضيها.

تفاصيل الاتفاقية الجديدة بين السعودية وإندونيسيا: ضمانات غير مسبوقة للعاملين

وفقًا لتصريحات وزير حماية العمال المهاجرين الإندونيسي، عبدالقادر كاردينغ، فإن الاتفاقية المنتظر توقيعها في مدينة جدة خلال الأسابيع المقبلة، ستتضمن عدد من البنود المفصلية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة العمالة وتوفير بيئة عمل آمنة، ومن أبرز هذه البنود:

  • تحديد حد أدنى للرواتب لا يقل عن 1500 ريال سعودي شهريًا (ما يعادل نحو 399 دولار أمريكي).
  • فرض رقابة مشددة على مكاتب التوظيف ووسطاء العمالة في كلا البلدين.
  • متابعة دقيقة لأرباب العمل من حيث الالتزام بالعقود والشروط الإنسانية والمعيشية.
  • توفير آليات للشكوى والتظلم للعمال، تمكنهم من التعبير عن أية معاناة أو تجاوز يتعرضون له.
  • حظر التوظيف غير النظامي، مع العمل على تتبع الجهات التي تستقدم عمالة بطرق غير قانونية.

600 ألف فرصة عمل تنتظر العمالة الإندونيسية.. توزيع واضح بين القطاعات

الاتفاقية الجديدة لم تكن مجرد عودة رمزية للعلاقات العمالية، بل هي خطوة اقتصادية كبرى تعكس حجم الطلب على العمالة الإندونيسية في السوق السعودي، وبحسب تصريحات الوزير كاردينغ، فإن الاتفاقية ستوفر:

  • 400 ألف فرصة في قطاع العمالة المنزلية، والتي تشمل مربيات، خادمات، طباخات، وسائقين خاصين.
  • 200 ألف وظيفة في القطاعات الرسمية كالصناعة، الزراعة، الضيافة، والتشييد والبناء.

هذا الرقم الضخم يظهر بوضوح مدى اعتماد السوق السعودي على العمالة الإندونيسية، نظرا لما يتمتعون به من سمعة جيدة في الكفاءة والمهنية.

تهريب العمالة وانتهاك القوانين.. الاتفاقية تضع حدًا للفوضى السابقة

على الرغم من الحظر الرسمي، إلا أن السنوات الماضية شهدت تدفقًا غير قانوني لعشرات الآلاف من العمال الإندونيسيين إلى المملكة، عبر طرق التهريب أو بعقود غير نظامية، ووفقا لما كشفه الوزير كاردينغ، فإن أكثر من 25 ألف عامل منزلي يدخلون المملكة سنويا بعيد عن أعين الرقابة.

لكن، مع دخول الاتفاقية الجديدة حيّز التنفيذ، سيتم:

  • إغلاق هذه الثغرات بالكامل.
  • توحيد إجراءات الاستقدام.
  • إنشاء قناة توظيف رسمية واحدة معتمدة من حكومتي البلدين.

الانطلاقة الرسمية في يونيو 2025.. السعودية تفتح أبوابها مجددا

تشير التقديرات إلى أن إرسال الدفعة الأولى من العمالة الإندونيسية سيتم رسميًا بحلول يونيو 2025، بعد الانتهاء من التوقيع النهائي على الاتفاقية، وتجهيز قاعدة البيانات المشتركة التي تضمن سير العملية بسلاسة وشفافية.

وبهذه الخطوة، تعود السعودية لتكون من أبرز الوجهات التي تستقبل العمالة الإندونيسية بعد انقطاع دام عشر سنوات، ضمن بيئة قانونية محكمة وأجواء أكثر أمان واحترام للحقوق.

نقلة استراتيجية في سوق العمل.. واستثمار في الكرامة الإنسانية

تعتبر هذه الاتفاقية أكثر من مجرد اتفاق على شروط توظيف، بل هي استثمار في الإنسان، وتأكيد على التزام البلدين برفع مستوى التعامل مع العمالة بما يضمن العدالة والتوازن.

كما أنها تشكل نموذج يحتذى به في العلاقات العمالية الإقليمية والدولية، إذ جمعت بين الحاجة الاقتصادية والواجب الإنساني.

هذه الشراكة الجديدة، بين أكبر دولة عربية من حيث الاقتصاد وأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، تحمل معها آمال جديدة لمئات الآلاف من الأسر الإندونيسية، وفرص واعدة لتطوير سوق العمل السعودي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.