بعد تحديد تاريخ الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث.. وزارة التعليم تعفي هذه الفئات من حضور الاختبارات النهائية للعام الدراسي 1446

وزارة التعليم تعفي هذه الفئات من حضور الاختبارات النهائية للعام الدراسي 1446
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس حرص وزارة التعليم السعودية على توفير بيئة تعليمية عادلة وشاملة لجميع الطلاب، أعلنت الوزارة عن اعتماد أربع حالات استثنائية تتيح للطلبة أداء الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث عن بعد، بدلا من الحضور الفعلي إلى مقار الاختبارات، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد انطلاق هذه الاختبارات يوم الأحد الموافق 19 ذو الحجة 1446هـ.

وزارة التعليم تعفي هذه الفئات من حضور الاختبارات النهائية للعام الدراسي 1446 

هذا التوجه لا يعكس فقط مرونة النظام التعليمي، بل يدل على تفهم الوزارة لظروف الطلاب الصحية والاجتماعية والأمنية، وسعيها المتواصل لعدم حرمان أي طالب من حقه في استكمال مسيرته التعليمية، مهما كانت التحديات.

منطلقات القرار وأهدافه الإنسانية والتعليمية

تأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة شاملة تهدف إلى ضمان العدالة والمساواة في إتاحة فرص التعليم للجميع، وتحديد في فترات الاختبارات، التي تعد نقطة تحول حاسمة في مسار الطلاب الأكاديمي، ويستند القرار إلى مبادئ عدة:

  • تمكين الطلاب من أداء الاختبارات رغم الظروف القاهرة.
  • ضمان استمرارية المسار الدراسي دون انقطاع.
  • إعمال مبدأ التيسير دون الإخلال بجودة التقييم الأكاديمي.
  • تفعيل الحلول التقنية في إدارة الاختبارات للطلاب المستحقين.

الحالات الأربع التي تتيح للطالب أداء الاختبارات عن بُعد

وفق البيان الرسمي الصادر عن وزارة التعليم، تم تحديد أربع حالات محددة ومعتمدة يسمح فيها للطالب بأداء الاختبارات النهائية عن بعد، وذلك بناء على ضوابط وشروط دقيقة تضمن الشفافية والعدالة.

  • الطلاب الموقوفون أو المسجونون: يعد الطالب المحروم من حريته بسبب قضايا قانونية مستحقً لفرصة التعليم والاختبار، ولهذا وضعت الوزارة آلية واضحة تشمل:
    • تقديم طلب رسمي من الطالب أو من ينوب عنه يوضح حالة التوقيف.
    • التنسيق بين إدارة التعليم والجهات الأمنية لتحديد تفاصيل الاختبار ومكانه.
    • إشراف مباشر من ممثل التعليم لضمان إجراء الاختبار بعدالة ونزاهة.

هذا التوجه الإنساني يؤكد على أن التعليم حق لا يسقط بالعقوبة.

  • الحالات المرضية الطارئة أو المزمنة: في حال تعرض الطالب لعارض صحي طارئ أو معاناته من مرض مزمن يمنعه من التنقل، يحق له تقديم طلب لأداء الاختبار عن بعد، على أن:
    • يرفق الطلب بتقرير طبي رسمي من جهة معتمدة.
    • يتضمن التقرير وصف دقيق للحالة الصحية ومدى تأثيرها على الحضور الجسدي.

هذا الخيار يضمن عدم تأثر المسار الأكاديمي بالظروف الصحية الطارئة.

  • الإقامة الطويلة في المنزل بسبب أمراض شديدة: الطلاب الذين يجبرون على المكوث في منازلهم لفترات طويلة بسبب أمراض خطيرة أو ضعف المناعة يتم معاملتهم وفق خصوصية وضعهم الطبي، ويسمح لهم بأداء الاختبارات عن بعد بعد استيفاء:
    • تقرير طبي مفصل يثبت الحاجة للإقامة المنزلية.
    • توضيح طبيعة المرض وتأثيره على قدرة الطالب على التنقل.

هذه الآلية تراعي صحة الطالب دون تعطيل رحلته التعليمية.

  • الدارسون المرابطون على الحدود: الطلاب المنتمون إلى فئة العسكريين أو العاملين في القطاعات الأمنية على حدود المملكة يمنحون حق أداء الاختبارات عن بعد تقدير لطبيعة مهامهم، ويشترط:
    • تقديم وثيقة تثبت أن الطالب يؤدي خدمة رسمية في مناطق حدودية.
    • التسجيل في المنصة الإلكترونية الرسمية الخاصة بالاختبارات عن بعد.

يعد هذا الخيار تكريم للمرابطين الذين يؤدون واجبهم الوطني، دون الإضرار بمستقبلهم الأكاديمي.

آلية تطبيق الاختبارات عن بُعد وضمان النزاهة

أوضحت وزارة التعليم أن تطبيق هذه الاختبارات سيتم عبر منصات رقمية معتمدة، تخضع للرقابة المباشرة، وتراعى فيها جميع ضوابط الاختبار العادل، ومنها:

  • وجود مراقبة إلكترونية حية عبر الكاميرا والميكروفون.
  • ربط كل اختبار بالهوية الوطنية أو التعليمية للطالب.
  • تسجيل الجلسة الامتحانية للتدقيق في حال وجود شكوى أو طعن.

الهدف من هذه الإجراءات ليس فقط تسهيل التقديم، بل ضمان أن تكون نتائج الاختبار نزيهة وتعكس أداء الطالب الحقيقي.

دلالة القرار في إطار تطور التعليم السعودي

القرار يعكس نقلة نوعية في السياسات التعليمية السعودية، التي أصبحت تعتمد على:

  • التعليم الرقمي كأداة مساندة ومتكاملة.
  • المرونة في التعامل مع ظروف الطلاب الإنسانية.
  • العدالة كركيزة في عملية التقييم والنجاح.

وفي ظل رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز جودة الحياة والتعليم، يعد هذا القرار إحدى اللبنات الأساسية في بناء تعليم متطور، إنساني، وشامل.

تعليم لا يقصي أحد

من خلال السماح للطلاب في الظروف الاستثنائية بأداء الاختبارات النهائية عن بعد، تثبت وزارة التعليم أنها تدير منظومة تعليمية متفهمة، مرنة، وعادلة.

فكل طالب في المملكة له الحق في نيل فرصته كاملة دون تمييز أو إقصاء، سواء كان في سجن، أو سرير مرض، أو على خطوط الدفاع، والوزارة تؤكد دائما أن الظروف لا يجب أن تكون عائق أمام تحقيق الطموح العلمي.