بعد إعلان وفاته.. هذا ما نعرفه عن شيخ النجامية في جازان وسبب شهرته في جنوب السعودية

هذا ما نعرفه عن شيخ النجامية في جازان وسبب شهرته في جنوب السعودية
  • آخر تحديث

ودعت منطقة جازان، عصر يوم الثلاثاء، أحد أبرز رموزها الاجتماعية والإنسانية، في لحظة مفعمة بالحزن والوفاء؛ إذ شيعت جموع غفيرة من أبناء المنطقة، الشيخ عبدالرحمن حسين أحمد النجمي، شيخ قرية النجامية، الذي انتقل إلى جوار ربه عصر الإثنين بعد صراع مرير مع المرض.

هذا ما نعرفه عن شيخ النجامية في جازان وسبب شهرته في جنوب السعودية

ذلك الرحيل الذي لم يكن عاديا، بل مثل محطة مؤثرة في حياة كثيرين عرفوه عن قرب أو سمعوا بمناقبه.

جنازة مهيبة تترجم محبة الناس وتقديرهم

أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد في مصلى العيد بقرية النجامية شمال محافظة الطوال، بحضور لافت لمئات المشيعين الذين توافدوا من قرى ومدن متفرقة في جازان، مجسدين بتلك الخطى التي سارت خلف الجثمان معاني المحبة والاحترام.

وما إن انتهت الصلاة حتى شيع الشيخ إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية، وسط أجواء من التأثر والبكاء والدعاء، في مشهد لا يُنسى.

كلمات الوداع: أبناء وإخوة الشيخ يرثونه بفخر ودموع

لم يكن وداع الشيخ النجمي سهل على أسرته، فقد عبر أبناؤه وإخوته عن بالغ حزنهم، مؤكدين فخرهم بإرث والدهم العظيم الذي تجاوز حدود العائلة ليشمل المجتمع بأسره.

لم يكن مجرد شيخ قرية، بل كان أب روحي لكل من لجأ إليه، ترك خلفه مسيرة حافلة بالعطاء، وأعمال جليلة ستظل حية في وجدان الناس.

"الرجل الحكيم"... هكذا نعت قبائل جازان فقيدها

أجمعت مشايخ القبائل في منطقة جازان على وصف الراحل بـ"الرجل الحكيم"، ذا العقل الراجح والكلمة السديدة. لم يكن فقط قائد محليا، بل صوتا للحكمة وحل للنزاعات، وصلة وصل بين المتخاصمين.

وقد أعربوا عن ألمهم لفقدانه، مؤكدين أن غيابه يشكل خسارة فادحة للمجتمع بأكمله، داعين الله أن يثيبه عن كل ما قدمه من خير.

سيرة عطرة... ومواقف لا تنسى

لم يكن الشيخ عبدالرحمن النجمي رجل عادي، بل أيقونة من أيقونات جازان المجتمعية، وصف بالكرم، ورجاحة العقل، والقدرة الفذة على تهدئة الأزمات.

كانت له مواقف مشهودة في حل النزاعات القبلية، والتوسط بين الناس، ودعم المحتاجين، والمساهمة في مبادرات تنموية وخيرية.

لقد عاش من أجل الآخرين، وكانت كلماته تحمل وزن ومعنى، ومجالسه تفيض بالحكمة والتجربة، ولذا، فإن رحيله لم يحدث فراغ في قريته فحسب، بل في ذاكرة كل من عرفه أو سمع عنه.

إرث خالد... وأثر لن يمحى

قد يكون الجسد قد وارى الثرى، لكن الأثر الجميل لا يموت، سيرة الشيخ النجمي ستظل حاضرة في كل مجلس، وستروى للأجيال القادمة كنموذج يحتذى به في القيادة المجتمعية، والبذل، والإصلاح بين الناس.

ترك خلفه إرث إنساني لا يقاس بالسنوات، بل بالمواقف العظيمة والقلوب التي ظلت تحبه وتذكره بخير.

رحم الله الشيخ عبدالرحمن حسين أحمد النجمي، وغفر له، وأعلى منزلته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، فقده موجع، ولكن ذكراه باقية، ونبل سيرته سيظل ضياء يهتدي به السائرون على درب الخير.