السعودية: خدمة جديدة من وزارة التعليم تبين لأولياء الأمور تقييم المدرسة قبل تسجيل أبناءهم فيها

خدمة جديدة من وزارة التعليم تبين لأولياء الأمور تقييم المدرسة قبل تسجيل أبناءهم فيها
  • آخر تحديث

في إطار سعي المملكة العربية السعودية نحو بناء نظام تعليمي متطور يواكب الطموحات الوطنية الكبرى، أطلقت هيئة تقويم التعليم والتدريب مبادرة نوعية تعكس تحول تاريخي في نهج إدارة التعليم وتقييمه.

خدمة جديدة من وزارة التعليم تبين لأولياء الأمور تقييم المدرسة قبل تسجيل أبناءهم فيها

من خلال تطبيق "مستقبلهم"، أصبح بمقدور أكثر من مليوني ولي أمر الإطلاع على تقارير أداء أكثر من 22 ألف مدرسة في المملكة، في خطوة غير مسبوقة تعزز الشفافية، وتمنح الأسر السعودية دور فاعل في صناعة مستقبل أبنائهم التعليمي.

الشفافية التعليمية: من مبادئ نظرية إلى ممارسات واقعية

تأتي هذه المبادرة ضمن البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف المدرسي، الذي يعد ركيزة أساسية في مشروع المملكة الطموح لتطوير التعليم.

حيث تتيح التقارير المقدمة عبر تطبيق "مستقبلهم" لأولياء الأمور نظرة شاملة وواقعية عن أداء المدارس، من خلال بيانات دقيقة تشمل متوسط نتائج الطلاب في اختبارات "نافس" الوطنية، وبالإضافة إلى اختبارات القبول الجامعي مثل "القدرات العامة" و"التحصيلي".

هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مفهوم العلاقة بين الأسرة والمدرسة، إذا تسهم في بناء ثقة متبادلة وتعزز التفاعل الفعال بين الطرفين، وهو ما يعد خطوة جوهرية في مسيرة تحسين البيئة التعليمية ورفع كفاءتها وجودتها.

التحول الرقمي في التعليم

في عصر تتسارع فيه التحولات الرقمية، يأتي تطبيق "مستقبلهم" كأداة مبتكرة تجمع بين سهولة الاستخدام وعمق المحتوى.

التطبيق يمكن أولياء الأمور من الوصول السريع لتقارير الأداء ومعرفة مستويات التقدم والتحديات التي تواجهها المدارس، وبالتالي يمكنهم اتخاذ قرارات تربوية مدروسة ومبنية على بيانات حقيقية.

كما يتيح التطبيق تقييم المدارس من منظور مجتمعي، مما يعزز من وعي المجتمع بأهمية الشفافية والمساءلة التعليمية، ويخلق حالة من التفاعل الإيجابي البناء بين كافة الأطراف المعنية بالعملية التعليمية.

التعليم أداة اقتصادية استراتيجية: الاستثمار في رأس المال البشري

لا يقف أثر هذه الخطوة عند حدود الصفوف الدراسية، بل يمتد إلى الأبعاد الاقتصادية الوطنية، فكلما زادت جودة التعليم وارتفعت كفاءة المدارس، انعكس ذلك إيجابا على إنتاجية الفرد، وقدرته على الإبداع والمنافسة في سوق العمل.

إن جعل تقارير الأداء التعليمية متاحة للجمهور هو بمثابة تحفيز دائم للمدارس نحو التميز، كما يسهم في توجيه الجهود نحو تحسين نتائج الطلاب وإعداد جيل قادر على مواكبة تطورات سوق العمل، مما يدعم بفاعلية مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنمية الكفاءات الوطنية وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

شراكة الأسرة والمدرسة

من أبرز ملامح هذه المبادرة الوطنية أنها لم تكتفي بتحسين الجانب الإداري أو التعليمي، بل أعادت تعريف العلاقة بين الأسرة والمدرسة، حيث أصبح ولي الأمر اليوم شريك فاعل ومطلع ومؤثر، لا مجرد طرف خارجي يتلقى التقارير.

من خلال الاطلاع على تقارير الأداء، يستطيع أولياء الأمور متابعة تقدم أبنائهم، والمشاركة في توجيه مسيرتهم التعليمية بطريقة ذكية، مدروسة، ومبنية على معطيات موثوقة، مما يعزز من فعالية هذه الشراكة ويجعلها عنصر رئيس في تطوير التعليم.

أرقام قياسية تعكس حجم الإنجاز الوطني في التعليم

لم يكن هذا المشروع وليد اللحظة، بل هو نتاج عمل ضخم وجهد مؤسسي متكامل، انعكس في نتائج رقمية مثيرة للإعجاب:

  • أكثر من 1.7 مليار وحدة بيانات تم جمعها ضمن البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف المدرسي.
  • مشاركة أكثر من 10 ملايين فرد ما بين طلاب، معلمين، وأولياء أمور.
  • اختبارات تقييم الأداء شملت أكثر من 1.5 مليون طالب وطالبة.
  • نسبة 100% من المدارس في المملكة (نحو 24 ألف مدرسة) أكملت عمليات التقويم الذاتي.

هذه الأرقام تؤكد على أن المملكة لا تكتفي بالتخطيط، بل تنفذ برؤية واضحة وخطى ثابتة نحو تحقيق نظام تعليمي بمعايير عالمية.

نحو تعليم سعودي عصري ومتين يقود المستقبل

المملكة العربية السعودية اليوم ترسم ملامح جديدة لمستقبل التعليم، لا يقتصر على تطوير المناهج أو تحسين البنية التحتية، بل يشمل إشراك المجتمع في قلب العملية التعليمية، من خلال أدوات رقمية مثل تطبيق "مستقبلهم"، الذي يمثل نموذج فريد على مستوى العالم في دمج الأسرة في آليات التقييم والتحسين التعليمي.

وهكذا، تصبح كل مدرسة في المملكة مطالبة بالسعي إلى التميز، وكل ولي أمر يمتلك الأدوات للمشاركة، وكل طالب يحظى بفرص أفضل لنمو معرفي متكامل.

تعليم شفاف.. وطن طموح.. أجيال تقود المستقبل

من خلال هذه المبادرة الرائدة، تبرهن المملكة على أن التعليم ليس مجرد مسار أكاديمي، بل هو مشروع وطني استراتيجي، وأن تمكين الأسر وإشراكها بفعالية يمثل جوهر هذا المشروع، تطبيق "مستقبلهم" لا يقدم بيانات فقط، بل يرسم خارطة طريق لنهضة تعليمية شاملة ومستدامة.

وبذلك، تواصل المملكة تقدمها بثقة نحو أهدافها الطموحة، وتؤكد أن مستقبل التعليم في السعودية سيظل نموذج ملهم في الريادة، التمكين، والابتكار.