السعودية تستعد لتطبيق هذه القرارات التي ستغير طريقة توظيف وتأهيل المعلمين والمعلمات في مدارس المملكة

السعودية تستعد لتطبيق هذه القرارات التي ستغير طريقة توظيف وتأهيل المعلمين والمعلمات
  • آخر تحديث

أعلن وزير التعليم السعودي يوسف البنيان عن إطلاق مبادرة استراتيجية تهدف إلى إحداث تغيير جوهري في مسارات تأهيل وتوظيف المعلمين والمعلمات داخل المملكة، من خلال تأسيس "مؤسسة وطنية لإعداد المعلمين"، ستكون مسؤولة عن تصميم وتطبيق برامج تأهيل نوعية متقدمة تربط بين الجوانب النظرية والتطبيقية في تكوين الكادر التعليمي.

السعودية تستعد لتطبيق هذه القرارات التي ستغير طريقة توظيف وتأهيل المعلمين والمعلمات 

وأوضح الوزير خلال كلمته في مؤتمر تطوير التعليم أن هذه المؤسسة ستمثل نقطة تحول كبيرة في هيكلة النظام التعليمي، إذ ستعنى بوضع معايير وطنية واضحة لإعداد المعلمين وتحديد الكفاءات المهنية المطلوبة قبل دخولهم الميدان التربوي، مع التركيز على مبدأ الكفاءة والجاهزية المهنية.

الحاجة إلى إصلاح منظومة تأهيل المعلمين

تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المملكة لإعادة تشكيل منظومة التعليم بما يتواءم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تولي أهمية كبيرة لجودة المخرجات التعليمية باعتبارها ركيزة أساسية لبناء رأس المال البشري.

وتشير الدراسات إلى أن المملكة كانت تواجه تحديات في توحيد معايير التأهيل المهني للمعلمين، إلى جانب فجوات في المهارات التربوية لدى بعض الخريجين الملتحقين بالتدريس، الأمر الذي دفع وزارة التعليم إلى السعي نحو تأسيس كيان مستقل يضع آليات مهنية واضحة لإعداد وتدريب الكوادر التعليمية.

تفاصيل الهيكلة الجديدة للتأهيل المهني

وفقا لما صرح به البنيان، فإن المؤسسة الجديدة ستعمل بالتعاون مع كبرى الجامعات السعودية والعالمية لإعداد برامج دبلومات تربوية متخصصة، وورش تدريبية ميدانية، ومحاكاة واقعية للفصول الدراسية، إضافة إلى برامج لتقويم الأداء والتأهيل المستمر.

وستتولى المؤسسة أيضا مسؤولية تقديم التراخيص التعليمية وفق معايير مهنية دقيقة، وسيتم ربط حصول المعلم على رخصة التعليم بإكمال هذه البرامج بنجاح.

وسيتم تنفيذ عدد من الاختبارات المهنية قبل وأثناء مراحل التأهيل، تشمل الجوانب المعرفية، المهارية، والسلوكية، وذلك لضمان أن المعلم يمتلك الأدوات التي تمكنه من التعامل بفعالية مع التحديات الصفية وتحقيق نتائج تعليمية ملموسة.

بحسب تصريحات الوزير، ستسهم هذه المبادرة في تحسين أداء المعلمين، ورفع كفاءة الخريجين الجدد، وتقليص الفجوة بين مخرجات كليات التربية ومتطلبات سوق العمل.

كما من المتوقع أن تقلل المؤسسة من نسب القبول العشوائي في الوظائف التعليمية، مع تعزيز مبدأ الجدارة والاستحقاق في التوظيف، ما ينعكس إيجابا على جودة التعليم في مختلف مناطق المملكة.

خطة زمنية للتنفيذ وتجهيز البنية التحتية

أكد الوزير أن العمل على تأسيس المؤسسة الوطنية لإعداد المعلمين قد بدأ بالفعل، وأنه سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى خلال عام 2025، على أن تبدأ المؤسسة باستقبال الدفعات الأولى من المعلمين المتدربين مع مطلع العام الدراسي 2026.

كما تم التوجيه بتخصيص ميزانيات تشغيلية وتطوير منصات إلكترونية للمحتوى التعليمي والتدريبي، وتوقيع مذكرات تفاهم مع جهات أكاديمية محلية ودولية.

رحب العديد من الأكاديميين والخبراء التربويين بهذه الخطوة، واعتبروها نقلة نوعية تعزز من كفاءة النظام التعليمي في المملكة.

وأشاروا إلى أن وجود جهة موحدة ومختصة بإعداد المعلمين من شأنه توحيد المعايير وتحسين جودة التدريس في مختلف المراحل الدراسية، خاصة في ظل التوسع السكاني وتزايد أعداد الطلاب.

مع هذه الخطوة، تؤكد السعودية سعيها الحثيث لتطوير التعليم كرافعة للتنمية المستدامة، وتضع المعلم في موقعه الصحيح كمحور أساس في العملية التعليمية، وتوجه استثمارات نوعية لتعزيز قدراته بما يواكب متغيرات العصر ومتطلبات المستقبل.

المصادر: