السعودية تستعد لتطبيق غرامات بقيمة 100 ألف ريال لمن يضع أحد هذه الأشياء أمام منزله

السعودية تستعد لتطبيق غرامات بقيمة 100 ألف ريال
  • آخر تحديث

في ظل تزايد الشكاوى حول محاولات بعض الأفراد منع الآخرين من الوقوف أمام منازلهم، سواء بوضع لافتات أو عوائق أو حتى حواجز مرورية، خرج المحامي والمستشار القانوني علي الزهراني بتوضيح قانوني مهم يسلط الضوء على الجوانب النظامية لهذا التصرف، مبين حدوده المشروعة، والعقوبات التي قد تترتب عليه في حال تجاوزه للنظام المعتمد في المملكة.

السعودية تستعد لتطبيق غرامات بقيمة 100 ألف ريال

أوضح المستشار الزهراني أن قيام بعض الأفراد بوضع حواجز، أو لافتات، أو أقماع مرورية بهدف منع الآخرين من الوقوف أمام منازلهم في أماكن لا يمتلكونها قانونا، كالشوارع العامة أو الأرصفة أو أجزاء من الطريق العام، يعد مخالفة صريحة لنظام حماية المرافق العامة في المملكة.

وفي حال تم التثبت من أن الشخص وضع هذه العوائق في نطاق لا يملكه سواء كانت الأرض تابعة للدولة أو مملوكة لشخص آخر فقد يعرض نفسه لعقوبات مشددة قد تصل إلى:

  • السجن لمدة تصل إلى عامين.
  • غرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال سعودي.
  • أو العقوبتين معا بحسب تقدير الجهة القضائية المختصة.

متى يكون وضع العوائق مسموح؟ 

أكد الزهراني أن وضع لافتة صغيرة أو قمع أو أي وسيلة تمنع الوقوف ليست مخالفة إذا تمت داخل حدود الملكية الخاصة بالفرد، كالمواقف الملحقة بالمنزل أو المساحات الواردة في صك الملكية المعتمد.

لكن حتى في هذه الحالة، لا يسمح بأن يتسبب ذلك في:

  • تشويه المنظر العام للحي أو الشارع.
  • إعاقة الحركة المرورية للمارة أو المركبات.
  • الاعتداء على حقوق الجوار أو المرافق العامة.

أي أن الأمر مقيد بشروط دقيقة تراعي المصلحة العامة، وتحفظ للمالك خصوصيته دون الإضرار بالآخرين.

الملكية العامة ليست مجال للتصرفات الفردية

شدد المحامي الزهراني على أن المساحات التي لا تدخل ضمن نطاق صك الملكية تعد من الملك العام، ويخضع استخدامها لضوابط تنظمها الجهات البلدية والأمنية المختصة، ولا يجوز لأي فرد أن يتصرف فيها أو يتحكم بها من تلقاء نفسه.

فالمواقف أمام المنازل متى ما كانت على الطريق العام أو ضمن الشارع تعتبر جزء من البنية التحتية والخدمة العامة، ولا يحق لأي شخص حجزها أو تخصيصها، تحت أي ذريعة أو لافتة.

التصرف الفردي قد يتحول إلى مخالفة قانونية جسيمة

أوضح الزهراني أن بعض الأشخاص يعتقدون أن تصرفهم هذا بسيط وغير مؤثر، كأن يضع قمع بلاستيكي أو لافتة صغيرة يكتب عليها "ممنوع الوقوف"، ولكن في الواقع هذا التصرف قد يفتح عليه باب مساءلة قانونية، خصوصا إذا ما تضرر منه الغير أو أدى إلى خلافات.

وينظر إلى هذه الأفعال في النظام على أنها:

  • تعدي على الممتلكات العامة.
  • تشويه للبيئة الحضرية.
  • إعاقة لحركة المرور والمارة.

وهي مخالفات قد تطبق عليها عقوبات بناء على درجة الضرر والجهة المتضررة.

دور الجهات المختصة في تنظيم استخدام الفضاء العام

الجهات البلدية والمرورية والأمنية في المملكة العربية السعودية تتابع هذه التصرفات عن كثب، وقد تتدخل عند تلقي بلاغ من أحد المتضررين، سواء جيران، أو زوار الحي، أو الجهات الخدمية التي تجد صعوبة في الوصول إلى الأماكن العامة.

وقد تم تكليف هذه الجهات بإزالة العوائق الموضوعة بشكل غير نظامي، وإحالة المخالف إلى النيابة العامة أو الجهات القضائية في حال تكرار المخالفة أو الإصرار عليها.

رسالة توعوية للمواطنين والمقيمين

وجه المستشار القانوني علي الزهراني رسالة توعوية مهمة للمواطنين والمقيمين، مفادها: "احترام النظام يبدأ من أبسط التفاصيل، ووضع حاجز بسيط أمام المنزل قد يبدو تصرف عادي، لكنه في القانون قد يحمل عواقب جسيمة إذا تجاوز حدود الملكية، فلا بد من معرفة ما لك وما عليك، والتصرف بما يضمن احترام حقوق الجميع."

هذه الرسالة تؤكد أن المجتمع لا يبنى فقط بالقوانين، بل بثقافة الوعي والتعاون والاحترام المتبادل، وأن ما يعتبره البعض حقا مكتسب يجب أن يفهم ضمن الإطار النظامي العام.

التوازن بين الخصوصية والمسؤولية المجتمعية

ما بين الحرص على خصوصية المنازل، وضرورة احترام النظام العام والملكيات المشتركة، يجب أن يدرك كل فرد أن التصرف ضمن الملكية الخاصة حق مشروع، ولكن التعدي على الأماكن العامة مهما بدا بسيط، هو مخالفة تستوجب المساءلة.

ومن خلال هذه التوعية القانونية، تواصل المملكة جهودها في ترسيخ ثقافة النظام، وتعزيز سلوكيات حضارية تسهم في حفظ النظام العام وتحقيق التعايش السلمي في الأحياء والمجتمعات.