الحصيني يحدد المناطق التي ستصلها سحب المراويح العملاقة وعدد أيامها

الحصيني يحدد المناطق التي ستصلها سحب المراويح العملاقة
  • آخر تحديث

في حديث تفصيلي كشف فيه الباحث في الطقس وعضو لجنة تسميات المناخ عبدالعزيز الحصيني عن خفايا وأسرار فصل الربيع، أكد أن المملكة العربية السعودية تمر حاليا في صميم هذا الفصل الانتقالي الذي يجمع بين الجمال الطبيعي والتقلبات المناخية المفاجئة. 

الحصيني يحدد المناطق التي ستصلها سحب المراويح العملاقة

ومشيرا إلى أن الربيع في السعودية ليس مجرد فصل عابر، بل يتضمن مراحل متعددة تتفاوت خصائصها وتفرض على السكان التعامل معها بوعي ويقظة.

الربيع السعودي

يشير الحصيني إلى أن فصل الربيع لا يحمل طابع مناخي واحد طيلة مدته، بل يمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل رئيسية، تتغير خلالها درجات الحرارة وسلوك الطقس بشكل تدريجي:

  • المرحلة الأولى بداية الربيع بعبق الشتاء: مع انطلاقة الربيع، لا يختفي الشتاء فجأة، بل تبقى سماته حاضرة في الأجواء، حيث تسود البرودة خلال ساعات الليل، فيما تكون الأجواء نهارا معتدلة ولطيفة، مما يخلق تباين ملحوظ في درجات الحرارة بين الليل والنهار.
  • المرحلة الثانية اعتدال حراري تدريجي: مع دخول منتصف الربيع، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع، فتتحول الأجواء لتصبح أكثر اعتدال ليلا، وتميل إلى الدفء وأحياناً إلى الحرارة نهارا، وهذه المرحلة تعد تمهيد لوداع الأجواء الباردة واستقبال درجات الحرارة الأكثر دفئ.
  • المرحلة الثالثة نهاية الربيع وبوادر الصيف: في نهاية الفصل، تسود أجواء معتدلة خلال ساعات الليل، لكنها تميل إلى الحرارة المرتفعة خلال النهار، فتبدأ الشمس ببسط سطوتها إيذان بقرب دخول فصل الصيف، ويصبح الفرق بين الليل والنهار أقل حدة.

الربيع فصل المتغيرات

يصف الحصيني فصل الربيع بأنه الأكثر تقلب بين فصول السنة من حيث السلوك المناخي، ويعود ذلك إلى الرياح المتقلبة الاتجاه التي ترافق هذا الفصل، والتي تعمل على إثارة الأتربة والغبار، مما يؤثر على مدى الرؤية ويزيد من احتمالية حدوث اضطرابات في الأجواء.

وينصح الحصيني بضرورة متابعة الأحوال الجوية بشكل يومي، وخاصة لأولئك الذين لديهم مخططات خارجية كإقامة مناسبات أو رحلات سفر، إذ يمكن أن تتغير الأحوال بسرعة وتسبب مفاجآت غير متوقعة.

موسم "السريات" والرعود الممطرة

خلال هذه الفترة من الربيع، يظهر ما يعرف محليا بـ"موسم المراويح" أو "السريات"، وهي فترة من الفعاليات الجوية الحادة، تتخللها سحب رعدية ممطرة قد تأخذ طابع عنيف.

سحب عملاقة تحمل مفاجآت

تتميز هذه السحب بأنها ضخمة ومرتفعة وتعرف بحدة برقها وغزارة أمطارها، كما يصاحبها رياح قوية وحبات برد كبيرة الحجم، ما يجعلها خطرة في بعض الأحيان، خاصة في المناطق المكشوفة أو الصحراوية.

خروج الكائنات من جحورها

مع ارتفاع درجات الحرارة في هذه المرحلة، تبدأ الكائنات الزاحفة مثل العقارب والحيات بالخروج من جحورها بعد سبات شتوي طويل.

ويؤكد الحصيني على أهمية أخذ الحيطة والحذر خاصة في المناطق الريفية أو الصحراوية، وينصح بالتحصن بالأذكار وعدم إغفال جانب الوقاية عند التخييم أو التنزه في المناطق المفتوحة.

برودة مفاجئة وأمراض موسمية

رغم الدفء العام الذي يسود في نهاية الربيع، إلا أن بعض المناطق قد تشهد نوبات من البرد المفاجئ، وهي ما يطلق عليها "قرصات برد"، حيث يشعر الإنسان ببرودة مفاجئة لا تتناسب مع درجات الحرارة العامة.

ويشير الحصيني إلى أن هذه التقلبات تؤثر أيضا على الصحة العامة، إذ تسجل حالات مرتفعة من الإصابة بالحساسية الموسمية والإنفلونزا نتيجة تغير درجات الحرارة وتبدّل اتجاهات الرياح.

الوعي المناخي سبيل السلامة في ربيع المملكة

يشدد الباحث عبدالعزيز الحصيني في ختام حديثه على ضرورة التوعية بالمتغيرات المناخية التي تصاحب فصل الربيع، ويدعو الجميع إلى متابعة النشرات الجوية باستمرار، ليس فقط لتخطيط الأنشطة اليومية، بل لحماية النفس والممتلكات من التقلبات المفاجئة التي قد تتسبب في خسائر أو مشاكل صحية، ففصل الربيع، رغم جماله وبهائه، يحمل في طياته مفاجآت تتطلب يقظة دائمة.