السعودية تعلن اطلاق أضخم مشروع نقل بين جدة ومكة يجعل المدينتين مدينة واحدة والتنقل بينها لا يحتاج لأكثر من دقائق

السعودية تعلن اطلاق أضخم مشروع نقل بين جدة ومكة يجعل المدينتين مدينة واحدة
  • آخر تحديث

أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق مشروع طريق النقل الجديد "جدة – مكة المباشر"، والذي يعد أحد أضخم المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى دمج المدينتين في وحدة حضرية مترابطة، ما يختصر زمن التنقل إلى دقائق معدودة، ويحدث نقلة نوعية في البنية التحتية للنقل البري غرب المملكة.

السعودية تعلن اطلاق أضخم مشروع نقل بين جدة ومكة يجعل المدينتين مدينة واحدة

ويمثل المشروع الجديد نقلة هائلة في تيسير حركة السكان والمعتمرين والحجاج بين المدينتين، عبر طريق سريع متكامل الخدمات يمر بمراحل تنفيذ دقيقة وفق أعلى معايير السلامة والسرعة.

تعد مكة المكرمة وجدة من أبرز المدن السعودية التي تحظى باهتمام خاص من الدولة، نظراً لما تمثلانه من قيمة دينية واقتصادية وسياحية.

وتخدم جدة كميناء ومطار رئيسي للحجاج والمعتمرين القادمين من مختلف أنحاء العالم، في حين تحتضن مكة المكرمة المشاعر المقدسة التي يقصدها ملايين الزوار سنويا.

ومع تزايد أعداد الزائرين وتوسع الأنشطة الحضرية، تبنّت الحكومة السعودية، ضمن مستهدفات رؤية 2030، مشاريع متقدمة لتكامل البنى التحتية والنقل بين المدينتين.

وقد جاء الإعلان عن طريق "جدة – مكة المباشر" كخطوة نوعية تؤسس لمستقبل تنموي يجعل من المدينتين نواة حضرية واحدة مترابطة سكنيا واقتصاديا وخدميا.

مواصفات الطريق الجديد ومراحله التنفيذية

يمتد طريق "جدة – مكة المباشر" على مسافة تقدر بحوالي 72 كيلومتر، ويهدف إلى تقليل وقت الرحلة بين وسط جدة والمنطقة المركزية في مكة المكرمة إلى أقل من 35 دقيقة، مقارنة بالمدة التي تتجاوز الساعة عبر الطرق التقليدية.

ويتميز الطريق بتصميم هندسي عالي الكفاءة، يتضمن أربع مسارات في كل اتجاه، ومحطات استراحة وخدمات متكاملة للركاب والحافلات، كما يحتوي المشروع على عدد من الجسور والأنفاق التي تعزز انسيابية الحركة وتقلل من التوقفات.

ويجري تنفيذ المشروع عبر عدة مراحل، تبدأ من تطوير المسار المخصص للنقل العام السريع، يليه افتتاح المسارات الأخرى المخصصة للسيارات الخاصة والنقل التجاري.

وتشرف وزارة النقل والخدمات اللوجستية على تنفيذ المشروع بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة مكة، مع مشاركة عدد من كبرى الشركات الوطنية في أعمال التنفيذ والتشغيل.

التكامل مع شبكات النقل الأخرى: قطار الحرمين السريع والنقل العام

إلى جانب الطريق المباشر، يستفيد المشروع من البنية التحتية القائمة مثل قطار الحرمين السريع، الذي يربط بين مكة وجدة والمدينة المنورة، ويعزز من ترابط المدن الكبرى في المنطقة الغربية.

كما يتكامل المشروع مع مخطط النقل العام بالحافلات في مكة وجدة، لتقديم تجربة تنقل سلسة ومترابطة لجميع فئات الركاب، بمن فيهم الحجاج والمعتمرون والزوار المحليون والدوليون.

يتوقع أن يسهم المشروع في تسريع التنمية العمرانية بين المدينتين، ورفع القيمة العقارية للمناطق المجاورة للطريق الجديد، إلى جانب تحفيز القطاع السياحي والفندقي من خلال تسهيل الوصول إلى مكة المكرمة.

كما سيدعم المشروع الأهداف البيئية من خلال تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن الزحام المروري، وتعزيز الاعتماد على وسائل النقل الجماعي.

وقد روعي في تصميم المشروع أحدث معايير الاستدامة من حيث استخدام مواد صديقة للبيئة وأنظمة ذكية لإدارة المرور.

مع اكتمال المشروع، ستتحول المدينتان إلى نموذج حضري مترابط يشبه المدن العالمية الكبرى ذات البنية التحتية الذكية.

وسيسهم ذلك في رفع جودة الحياة للسكان، وتيسير أداء مناسك العمرة والحج، وتعزيز قدرة المملكة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين، بما ينسجم مع الرؤية الوطنية الطموحة التي تقودها القيادة السعودية.

المصادر