رسمياً: خفض الرواتب وزيادة الانتاجية في السعودية بعد بدء تطبيق قرار خفض أيام العمل لأربعة أيام والخميس والجمعة والسبت إجازة في هذه الجهات

خفض الرواتب وزيادة الانتاجية في السعودية بعد بدء تطبيق قرار خفض أيام العمل
  • آخر تحديث

في خطوة جريئة لمواكبة التطورات العالمية في بيئة العمل، كشف نايف الحربي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "آيدييشن"، عن نتائج مذهلة بعد تطبيق نظام العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع بدلًا من خمسة.

خفض الرواتب وزيادة الانتاجية في السعودية بعد بدء تطبيق قرار خفض أيام العمل 

هذه التجربة، التي كانت مستوحاة من تجارب عالمية، أبرزها النموذج الألماني، أثبتت فعاليتها في تحقيق توازن مثالي بين الحياة العملية والشخصية للموظفين، مما انعكس إيجابيًا على الإنتاجية وزيادة الرواتب ونمو الشركة.

تأثير التجربة الألمانية في قرار تقليص أيام العمل

أوضح الحربي خلال لقائه في برنامج "120" على قناة الإخبارية أن الفكرة جاءت بعد متابعة تجربة حديثة تم تطبيقها في ألمانيا، حيث بدأت إحدى الشركات في سبتمبر 2024 بتقليص عدد أيام العمل إلى أربعة، مما أثبت نجاحه سريع وأدى إلى تبني أكثر من 45 شركة ألمانية للنظام نفسه بحلول فبراير 2025.

وأكد الحربي أن هذا التوجه لم يكن مجرد تجربة عابرة، بل أصبح نموذج يحتذى به على نطاق أوسع، مما دفع شركته "آيدييشن" إلى تبنيه بشكل تجريبي لفترة قصيرة لاختبار مدى جدواه في بيئة العمل السعودية.

تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية ورفع مستويات الإبداع

أحد أبرز الجوانب الإيجابية التي لاحظها الحربي بعد تطبيق هذا النظام هو زيادة القدرات الإبداعية لدى الموظفين، مشيرا إلى أن توفير يوم إضافي من الراحة مكن الموظفين من إعادة شحن طاقتهم الذهنية والجسدية، مما جعلهم أكثر تركيزا وإبداع عند عودتهم إلى العمل.

كما أشار إلى أن الإرهاق الذهني الذي يعاني منه الموظفون عادة بسبب ضغط العمل المستمر بدأ بالانخفاض بشكل كبير بعد تقليل عدد أيام العمل.

وأضاف أن الشركة منحت الموظفين مرونة أكبر لاستثمار وقتهم الإضافي في الجلوس مع أسرهم، وممارسة الأنشطة الرياضية، وتخصيص وقت لأنفسهم، مما انعكس بشكل إيجابي على حالتهم النفسية والمهنية.

زيادة الإنتاجية وتحفيز النمو الاقتصادي للشركة

لم يكن الهدف من تقليص عدد أيام العمل مجرد تجربة لتحسين بيئة العمل فقط، بل كانت هناك نتائج ملموسة على مستوى الأداء العام للشركة.

وأوضح الحربي أنه بعد تطبيق القرار زادت الإنتاجية بشكل ملحوظ، حيث أصبح الموظفون أكثر تركيز خلال ساعات العمل، مما أدى إلى تحقيق نتائج أفضل في وقت أقل.

ولم يتوقف التأثير الإيجابي عند هذا الحد، بل امتد ليشمل تحسين الوضع المالي للموظفين، حيث أعلنت الشركة عن زيادة في الرواتب كنتيجة طبيعية لارتفاع الإنتاجية وتحقيق أرباح أكبر.

كما أكد الحربي أن الشركة شهدت نموا متسارعا بعد تطبيق هذا القرار، ما يعكس نجاح التجربة ويعزز إمكانية استمراريتها على المدى الطويل.

هل يصبح العمل 4 أيام في الأسبوع هو المستقبل؟

مع تزايد عدد الشركات التي تتبنى هذا النموذج في دول مختلفة حول العالم، بات من الواضح أن تقليص عدد أيام العمل قد يكون أحد الحلول المستقبلية لتعزيز الكفاءة والإنتاجية، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة الشخصية والمهنية.

وتطرح هذه التجربة تساؤلات مهمة حول إمكانية تعميم هذا النموذج في بيئات العمل السعودية والعالمية، خاصة بعد أن أثبتت أنها ليست فقط وسيلة لراحة الموظفين، بل أيضًا استراتيجية ذكية لنمو الشركات وتحقيق أرباح أعلى.

تجربة ناجحة تلهم مستقبل بيئة العمل

في ظل التطورات السريعة في عالم العمل والإدارة، قدمت تجربة "آيدييشن" نموذج مبتكر يمكن أن يشكل نقطة تحول في ثقافة العمل داخل المملكة وخارجها.

ومع النتائج الإيجابية التي تحققت من خلال زيادة الإبداع والإنتاجية وتحسين جودة حياة الموظفين، قد يكون هذا النظام نقطة انطلاق لمزيد من الشركات التي تسعى إلى إعادة تعريف مفهوم النجاح في بيئة العمل.