تقرير يكشف السبب الحقيقي وراء انخفاض أرباح ارامكو وسبب زيادة توزيع الربحية على السهم

تقرير يكشف السبب الحقيقي وراء انخفاض أرباح ارامكو
  • آخر تحديث

أعلنت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، عن انخفاض صافي أرباحها لعام 2024 بنسبة 12.39%، حيث سجلت 398.42 مليار ريال سعودي (106.25 مليار دولار)، مقارنة بأرباح بلغت 454.76 مليار ريال (121.27 مليار دولار) في عام 2023. 

تقرير يكشف السبب الحقيقي وراء انخفاض أرباح ارامكو

وهو تراجع ملحوظ يعكس التغيرات التي شهدها سوق الطاقة العالمي والتحديات التي واجهتها الشركة خلال العام.

أبرز العوامل التي أثرت على أرباح أرامكو السعودية في 2024

وفقًا لبيان الشركة المنشور على منصة "تداول السعودية"، يعود هذا التراجع في الأرباح إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها:

  • انخفاض الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات، مما أثر بشكل مباشر على إجمالي الربحية.
  • ارتفاع تكاليف التشغيل، والتي تشمل زيادة المصروفات التشغيلية المرتبطة بالإنتاج والصيانة.
  • تراجع دخل التمويل والدخل الآخر، والذي أثر على العوائد المالية غير التشغيلية للشركة.
  • انخفاض ضرائب الدخل والزكاة، وهو عامل ساعد جزئيًا في تقليل أثر الانخفاض الإجمالي للأرباح، لكنه لم يكن كافيًا لتعويض الخسائر الناتجة عن العوامل السابقة.

تفاصيل الإيرادات وتأثير تقلبات السوق على أداء الشركة

بلغ إجمالي إيرادات أرامكو السعودية لعام 2024 نحو 1.637 تريليون ريال سعودي (436.61 مليار دولار)، مقارنة بـ 1.653 تريليون ريال (440.88 مليار دولار) لعام 2023، مما يعكس انخفاضًا طفيفًا لكنه مهم في حجم المبيعات الإجمالية للشركة.

ويرجع هذا الانخفاض في الإيرادات إلى عدة أسباب رئيسية:

  • انخفاض أسعار النفط الخام عالميًا، حيث تأثرت الأسعار بعدة عوامل مثل تقلبات الإنتاج العالمي، والسياسات الاقتصادية للدول الكبرى، وتباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الأسواق الرئيسية.
  • تراجع الكميات المباعة من النفط الخام، وهو ما أدى إلى تقليل حجم العوائد التشغيلية للشركة.
  • انخفاض أسعار المنتجات المكررة والكيميائية، مما أثر على ربحية أرامكو من عمليات التكرير والبتروكيماويات، التي تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها التنموية.
  • تحسن جزئي في الكميات المباعة من المنتجات المكررة والكيميائية، وهو العامل الوحيد الذي ساعد في تعويض جزء من الخسائر لكنه لم يكن كافيًا لمعادلة الأثر السلبي لانخفاض الأسعار.

كيف أثرت العوامل الاقتصادية العالمية على أداء أرامكو السعودية؟

شهد عام 2024 العديد من التغيرات الاقتصادية التي أثرت على قطاع النفط والطاقة، حيث كان التباطؤ الاقتصادي في بعض الدول الصناعية الكبرى أحد العوامل التي قللت من الطلب على النفط، إضافة إلى زيادة المعروض من بعض الدول المنتجة، وهو ما أدى إلى انخفاض الأسعار العالمية.

كما لعبت السياسات النقدية العالمية دور كبير في التأثير على أرباح شركات النفط الكبرى، حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف التمويل وانخفاض الاستثمارات في القطاع، وهو ما انعكس سلبًا على أداء أرامكو السعودية وغيرها من الشركات العاملة في نفس المجال.

كيف تستعد أرامكو لمواجهة تحديات السوق في المستقبل؟

رغم التحديات التي واجهتها الشركة في 2024، إلا أن أرامكو السعودية تمتلك استراتيجية قوية للتعامل مع تقلبات السوق، ومن بين الخطوات التي تتخذها لضمان استقرار أدائها المالي:

  • زيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، لتقليل اعتمادها على النفط الخام كمصدر رئيسي للدخل.
  • توسيع مشاريع التكرير والبتروكيماويات، مما يساعدها على تحقيق عوائد أكبر من المنتجات المكررة وتقليل تأثرها بتقلبات أسعار النفط الخام.
  • تعزيز الكفاءة التشغيلية عبر تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية، وهو ما يساعد في تحسين الهوامش الربحية.
  • التوسع في الأسواق الناشئة التي تشهد طلبًا متزايدًا على المنتجات النفطية والمكررة، مما يعزز فرص النمو المستقبلي للشركة.

تأثير نتائج أرامكو على الاقتصاد السعودي والأسواق المالية

تعد أرامكو السعودية أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، وبالتالي فإن أي تغييرات في أدائها المالي تنعكس مباشرة على الاقتصاد السعودي وأسواق المال المحلية والدولية.

ورغم تراجع الأرباح في 2024، لا تزال الشركة تحقق مستويات ربحية عالية مقارنة بالشركات العالمية في نفس القطاع، وهو ما يجعلها عاملاً رئيسيًا في دعم الاقتصاد السعودي وتحقيق رؤية المملكة 2030.

كما أن النتائج المالية لأرامكو تؤثر على سوق الأسهم السعودية (تداول)، حيث يترقب المستثمرون دائمًا أداء الشركة لتحديد توجهات السوق واستراتيجيات الاستثمار المستقبلية.

أداء أرامكو في 2024 يعكس تحديات السوق لكنه يظل قويًا في ظل الاستراتيجيات المستقبلية

رغم التراجع في أرباح أرامكو السعودية بنسبة 12.39% لعام 2024، إلا أن الشركة لا تزال تحتفظ بمكانتها كواحدة من أقوى شركات الطاقة عالميًا.

ومع استمرارها في تنفيذ استراتيجيات التوسع والاستثمار في الطاقة المتجددة، فمن المتوقع أن تكون قادرة على التكيف مع تحديات السوق واستعادة معدلات النمو في المستقبل القريب.

يظل المستثمرون والمتابعون ينتظرون بشغف الإعلان عن خطط أرامكو المستقبلية وتوجهاتها الاستثمارية، لا سيما في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية، والتي ستحدد مدى قدرتها على تحقيق نمو مستدام في السنوات القادمة.