بتوصيات عالمية.. السعودية تستعد لإلغاء نظام الدراسة بثلاثة فصول للمدارس والعودة لنظام الفصلين في هذا التاريخ

السعودية تستعد لإلغاء نظام الدراسة بثلاثة فصول للمدارس والعودة لنظام الفصلين
  • آخر تحديث

في ظل الجدل المستمر حول نظام الفصول الدراسية الثلاثة الذي تم اعتماده في التعليم السعودي، خرج المعلم منصور المنصور، الحاصل على لقب أفضل معلم في العالم، ليعبر عن رأيه الصريح حول مدى فاعلية هذا النظام مقارنة بالنظام السابق الذي كان يعتمد على فصلين دراسيين فقط.

السعودية تستعد لإلغاء نظام الدراسة بثلاثة فصول للمدارس والعودة لنظام الفصلين 

وقد أوضح المعلم المتميز وجهة نظره خلال لقائه في برنامج "مخيال"، حيث أشار إلى أن النظام الحالي رغم إيجابياته إلا أنه تسبب في هدر تعليمي وشعور بالملل لدى الطلاب، ما قد يؤثر على جودة التحصيل العلمي بشكل عام.

هل نظام الفصلين كان أكثر فاعلية؟ وجهة نظر معلم خبير

يرى المنصور أن نظام الفصلين الدراسيين كان يتميز بقدر أكبر من التركيز والفاعلية، حيث كان الطالب والمعلم على حد سواء أكثر قدرة على الالتزام بخطة تعليمية واضحة دون الانشغال بفترات التوقف المتكررة التي فرضها نظام الفصول الثلاثة، والذي يتضمن إجازات قصيرة بين كل فصل وآخر.

وأوضح أنه من خلال خبرته الطويلة في التدريس، لاحظ أن النظام القديم كان يساعد الطلاب على تحقيق إنجازات أكاديمية أسرع، بينما النظام الحالي يجعلهم يشعرون بأن الوقت طويل وممتد، مما قد يؤثر على حماسهم واستمرار تركيزهم طوال العام الدراسي.

هل الفصول الثلاثة تؤدي إلى غياب وهدر تعليمي؟

أكد المنصور أن من السلبيات الواضحة لنظام الفصول الثلاثة هو زيادة نسبة الغياب بين الطلاب في نهاية كل فصل دراسي، حيث يجد الطلاب أنفسهم يحصلون على إجازات قصيرة متكررة مما يجعل البعض يتراخى عن الحضور، خاصة عندما يشعرون بأن هناك متسع من الوقت لتعويض ما فاتهم لاحقًا.

وأوضح أن الطالب عندما يدرك أن العام الدراسي يتكون من ثلاثة فصول طويلة قد يشعر بـ الملل التدريجي، ويبدأ في التهاون بالحضور والالتزام مقارنة بالنظام السابق الذي كان يعتمد على فصلين فقط، مما كان يمنح الدراسة إيقاع أسرع وأكثر تنظيم.

وجهة نظر وزارة التعليم: التجربة لا تزال قيد التقييم

على الرغم من الانتقادات التي وجهها المنصور وغيره من المعلمين حول النظام الحالي، إلا أنه أبدى تفهمه لرؤية وزارة التعليم السعودية التي تسعى من خلال نظام الفصول الثلاثة إلى تطوير العملية التعليمية ورفع جودة التعليم.

وأشار إلى أن وزير التعليم كان محقا عندما قال إن هذا النظام لا يزال في مرحلة التجربة والتقييم، وأن الوزارة ستقوم بتحليل نتائج الأداء التعليمي والإحصائيات قبل اتخاذ أي قرارات نهائية بشأن استمراره أو العودة إلى النظام السابق.

كما حث الجميع على عدم التسرع في الحكم على التجربة، بل الانتظار حتى تتضح نتائجها الفعلية على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب.

هل هناك حلول وسطى لتحقيق التوازن بين التركيز وعدم الملل؟

مع تصاعد النقاش حول إيجابيات وسلبيات الفصول الدراسية الثلاثة، يقترح بعض التربويين حلولا وسطى قد تساعد في تحقيق التوازن بين فوائد النظام الجديد وتقليل آثاره السلبية، ومن بين هذه الحلول:

  • تقليل فترات الإجازات القصيرة بين الفصول الدراسية حتى لا يتأثر إيقاع التعلم والانضباط.
  • إعادة تقييم المناهج الدراسية لتوزيع المحتوى بشكل أكثر تناسب مع النظام الجديد.
  • تقديم أنشطة تحفيزية وبرامج تعليمية تفاعلية للطلاب لتقليل الشعور بالملل وتحفيزهم على الاستمرار في التعلم.
  • تقييم الأداء التعليمي بشكل مستمر لمعرفة مدى تأثير النظام على الطلاب والمعلمين، ومن ثم إجراء التعديلات المناسبة.

التعليم في تطور مستمر والنقاش حول الأفضل لا يتوقف

يبقى الجدل حول أفضل نظام دراسي قائم بين مؤيدي التغيير والتطوير وبين من يرون أن النظام القديم كان أكثر كفاءة.

لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن التعليم عملية ديناميكية تحتاج دائمًا إلى المراجعة والتطوير المستمر لضمان أفضل النتائج للطلاب.

ومع استمرار التجربة الحالية للفصول الثلاثة، سيكون من المهم متابعة التقارير الرسمية والإحصائيات التي ستكشف مدى تأثير هذا التغيير على مستوى التحصيل العلمي للطلاب، وهل ستتم المحافظة عليه مستقبلا أم سيتم تعديله بناء على الملاحظات التي أثيرت من قبل المعلمين والخبراء.