التعليم تضع يدها على السر وراء الغياب الجماعي للطلاب عن المدارس في رمضان وتستعد لاتخاذ هذا الاجراء الحاسم

التعليم تضع يدها على السر وراء الغياب الجماعي للطلاب عن المدارس في رمضان
  • آخر تحديث

مع دخول شهر رمضان المبارك، يواجه النظام التعليمي العديد من التحديات التي تؤثر على انتظام الطلاب في المدارس، لكن ما أثار الجدل مؤخرا هو انتشار ظاهرة غير مسبوقة تتعلق بتنسيق غياب الطلاب بين بعض الأمهات عبر مجموعات "واتساب". 

التعليم تضع يدها على السر وراء الغياب الجماعي للطلاب عن المدارس في رمضان

الأمر الذي أدى إلى تفاقم معدلات الغياب بصورة ملحوظة وأثار قلق التربويين والمختصين في الشأن التعليمي، إذ يرون أن هذه الظاهرة تهدد استقرار العملية التعليمية وتؤثر سلبا على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها وزارة التعليم لضمان استمرار الدراسة خلال الشهر الفضيل.

تفاقم الغياب المدرسي في رمضان وتأثيره على العملية التعليمية

تعتبر مشكلة غياب الطلاب خلال شهر رمضان من الظواهر التي تتكرر سنويًا، لكن المقلق هذا العام هو التنسيق الجماعي بين أولياء الأمور عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث يتم الاتفاق المسبق على عدم إرسال الطلاب إلى المدارس في أيام معينة، مما يتسبب في إفراغ الفصول الدراسية من الطلاب ويؤثر بشكل مباشر على سير الدروس والخطط التعليمية التي وضعتها الوزارة، وقد دفع هذا الأمر الخبراء التربويين إلى التحذير من العواقب السلبية لهذه الظاهرة، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهتها حفاظًا على جودة التعليم وضمان حق الطلاب في التعلم المنتظم دون انقطاع.

دعوات لتشديد الرقابة وفرض عقوبات رادعة على الغياب غير المبرر

بسبب تزايد حالات الغياب غير المبرر، طالب العديد من التربويين بضرورة تشديد الرقابة المدرسية على الحضور والانضباط، وفرض عقوبات رادعة على أولياء الأمور الذين يشجعون أبناءهم على الغياب، حيث يرى المختصون أن تساهل الأسر مع هذه الظاهرة يؤدي إلى خلق بيئة تعليمية غير مستقرة، خاصة أن الطالب الذي يتغيب بشكل متكرر يجد صعوبة في متابعة الدروس واستيعاب المناهج بالشكل المطلوب. 

وهو ما يؤثر على مستقبله الدراسي، ولهذا شددت الجهات المعنية على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية بحق الطلاب الذين يتجاوزون الحد المسموح به من الغياب، مع التأكيد على أهمية دور الأسرة في غرس ثقافة الالتزام والانضباط في نفوس الأبناء.

أهمية تنظيم أوقات النوم في رمضان لضمان حضور الطلاب وانضباطهم

أكد المختص التربوي عماد الشريف خلال مداخلة تلفزيونية مع قناة "الإخبارية" أن تنظيم ساعات النوم خلال شهر رمضان هو أحد العوامل الرئيسية التي تساعد على تعزيز الانضباط المدرسي، حيث أشار إلى أن السهر لساعات متأخرة من الليل وعدم الحصول على قسط كافي من النوم يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع معدلات الغياب، مؤكدا على دور الأسرة في مساعدة أبنائها على إدارة وقتهم بشكل يضمن استمرارهم في الدراسة دون التأثير على تحصيلهم العلمي، كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية بشأن خطورة الغياب المدرسي وتأثيره على مستقبل الطلاب.

جهود وزارة التعليم في مواجهة الغياب وفرض إجراءات تصاعدية بحق المخالفين

تعمل وزارة التعليم على رفع الوعي بين أولياء الأمور والطلاب حول ضرورة الالتزام بالحضور، حيث قامت بوضع لوائح تنظيمية واضحة تتابع حالات الغياب المتكرر، كما أنها تتبع إجراءات تصاعدية لمعالجة المشكلة، تبدأ بإرسال إنذارات رسمية في حال تكرار الغياب دون مبرر، وفي حال تجاوز الطالب 15 يوم من الغياب المتواصل، يتم اتخاذ قرارات تأديبية قد تصل إلى نقله إلى مدرسة أخرى، أما إذا تجاوزت مدة الغياب 20 يومًا، فإن الوزارة تلجأ إلى تطبيق نظام حماية الطفل لضمان حقوق الطلاب التعليمية، وذلك لمنع التساهل مع هذه الظاهرة التي تؤثر سلبًا على العملية التعليمية برمتها.

ضرورة تضافر الجهود بين المدارس وأولياء الأمور لتعزيز ثقافة الانضباط المدرسي

مع استمرار الجدل حول هذه الظاهرة، يؤكد الخبراء التربويون أن معالجة مشكلة الغياب في رمضان لا تقتصر فقط على الإجراءات العقابية، بل تتطلب تعاون وثيق بين المدارس وأولياء الأمور لتعزيز ثقافة الالتزام والانضباط بين الطلاب، حيث يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي شامل بأهمية الحضور المدرسي، مع ضرورة توفير برامج توعوية داخل المدارس وخارجها لتوجيه الطلاب وأسرهم نحو أفضل الممارسات لتنظيم الوقت خلال الشهر الفضيل، حتى يتمكن الجميع من التوفيق بين العبادة والدراسة دون أن يكون هناك أي تأثير سلبي على المسيرة التعليمية للطلاب.