الخثلان يوضح المناطق في مكة التي يجوز لغير المسلمين السكن فيها ولا تعتبر ضمن حدود الحرم

مع حلول شهر رمضان المبارك وحرص المسلمين على أداء العمرة خلال هذا الشهر الفضيل، يثار تساؤل مهم حول الأحكام الشرعية المتعلقة بدخول غير المسلمين إلى الحرم المكي، خصوا فيما يتعلق باصطحاب بعض الأسر لخادمات غير مسلمات أثناء أداء المناسك.

الخثلان يوضح المناطق في مكة التي يجوز لغير المسلمين السكن فيها 

وفي هذا السياق، شدد الدكتور سعد الخثلان، الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمدرس في الحرمين الشريفين، على ضرورة التزام الأسر المسلمة بالأحكام الشرعية التي تحكم دخول غير المسلمين إلى هذه البقعة المقدسة، مؤكدًا أن ذلك أمرٌ ينبغي عدم التهاون فيه.

تحريم دخول غير المسلمين إلى الحرم المكي وفقًا للنصوص الشرعية

أوضح الدكتور الخثلان أن دخول غير المسلمين إلى الحرم المكي غير جائز شرعا، مستدل بقول الله تعالى في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا" (التوبة: 28). وأشار إلى أن المقصود بالمسجد الحرام في هذه الآية الكريمة لا يقتصر على بناء المسجد نفسه، بل يشمل الحرم المكي بأكمله، وهو ما أقره جمهور العلماء.

وبالتالي، فإن دخول غير المسلمين إلى الحرم يعد أمر محظور، ويجب على المسلمين الالتزام بهذا الحكم الشرعي دون استثناءات.

توجيهات للأسر المسلمة عند الحاجة إلى اصطحاب خادمات غير مسلمات

نظرًا لأن بعض الأسر المسلمة قد تحتاج إلى اصطحاب خادمات غير مسلمات أثناء السفر لأداء العمرة، دعا الدكتور الخثلان هذه الأسر إلى مراعاة الأحكام الشرعية في هذا الشأن، من خلال توفير سكن مناسب لهن خارج حدود الحرم.

وأكد أن هناك العديد من المناطق القريبة من الحرم المكي التي يمكن أن توفر الإقامة المناسبة، مثل منطقة التنعيم وغيرها من الأماكن التي تقع خارج نطاق الحرم.

وشدد على أن توفير سكن خارج الحرم ليس مجرد خيار، بل هو التزام شرعي ينبغي على المسلمين التقيد به، حفاظا على حرمة الحرم المكي وامتثال لأوامر الله تعالى.

كما أشار إلى أن التهاون في هذا الأمر قد يؤدي إلى مخالفة صريحة للنصوص الشرعية، وهو ما يجب أن يكون المسلم على دراية به، خاصة في أوقات الطاعات والعبادات مثل العمرة خلال شهر رمضان.

أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية في الأماكن المقدسة

في ختام حديثه، أكد الدكتور الخثلان أن الالتزام بالأحكام الشرعية المتعلقة بالحرم المكي لا يقتصر على هذا الحكم وحده، بل يشمل كل ما يتعلق بحرمة المكان وطهارته وأحكامه الفقهية.

وذكر المسلمين بأهمية الالتزام بأحكام الشريعة في كل مناحي الحياة، خصوصًا في الأماكن المقدسة، حيث ينبغي أن يكون المسلم أكثر حرص على طاعة الله والتقيد بتوجيهاته.

وأضاف أن التوعية بهذه الأحكام مسؤولية مشتركة بين العلماء والدعاة ووسائل الإعلام الإسلامية، لضمان نشر الوعي الصحيح بين المسلمين، خصوصا أولئك الذين يجهلون بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالحرم.

ودعا المسلمين إلى تحري الدقة في كل ما يتعلق بشؤون عباداتهم، والتأكد من التزامهم بأحكام الشريعة في كل خطوة يقومون بها خلال رحلتهم إلى بيت الله الحرام.