أول رحلة لطيران الرياض بعد استلام رخصة التشغيل من الطيران المدني والكشف عن وجهتها وموعدها

في خطوة تاريخية تجسد طموحات المملكة في بناء منظومة طيران حديثة وفعالة، سلم رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، اليوم شهادة "المشغل الجوي" (AOC) إلى الرئيس التنفيذي لشركة طيران الرياض، توني دوغلاس، وذلك بحضور وزير النقل والخدمات اللوجستية، رئيس مجلس إدارة الهيئة، المهندس صالح بن ناصر الجاسر.

أول رحلة لطيران الرياض بعد استلام رخصة التشغيل من الطيران المدني

هذه الشهادة تعد الإذن الرسمي لبدء تشغيل رحلات طيران الرياض المنتظمة من وإلى مطارات المملكة، وهو إنجاز كبير يعزز الحراك الجوي في المملكة ويواكب مستهدفات "رؤية 2030".

ترخيص رسمي يعكس التزام صارم بالسلامة والجودة والمعايير العالمية

جاء هذا الترخيص بعد استيفاء شركة "طيران الرياض" لكافة المتطلبات التنظيمية والفنية التي تنص عليها اللوائح التنفيذية لنظام الطيران المدني السعودي، والمتعلقة بأعلى معايير السلامة، الأمن، الجودة التشغيلية، والجاهزية الفنية، لتصبح بذلك ناقل وطني جديد يعزز قدرة المملكة على المنافسة إقليمي ودولي في قطاع النقل الجوي.

وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن منح شهادة المشغل الجوي لا يتم إلا بعد مرور الشركة بسلسلة معقدة من الإجراءات التقييمية الدقيقة، شملت: تقديم الطلبات الرسمية، مراجعة الأدلة التشغيلية، التحقق من الجاهزية الفنية، تنفيذ رحلات تجريبية، وتقييم برامج التدريب والتأهيل للعاملين.

جهود وطنية ضخمة وراء هذا الإنجاز.. 11 شهر من العمل و200 ساعة طيران تجريبية

أوضح رئيس الهيئة أن فريق متخصص مكون من 10 كفاءات وطنية من المفتشين والخبراء عمل بلا توقف طيلة 11 شهر لإتمام إجراءات الترخيص، حيث تم الإشراف على تنفيذ أكثر من 200 ساعة طيران تجريبية، ومتابعة خطط التأهيل والتدريب لطاقم الطيران، بما يضمن انطلاق العمليات الجوية بأعلى درجات الأمان والانضباط.

نحو شبكة دولية تربط المملكة بأكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول 2030

صرح الرئيس التنفيذي لشركة طيران الرياض أن الحصول على هذه الشهادة يعد أحد أبرز الإنجازات في مسيرة الشركة الحديثة، ويأتي تتويج لجهود مئات الموظفين المتخصصين الذين عملوا بروح الفريق، وأكد أن الشركة تستعد لبدء تشغيل رحلاتها المنتظمة في وقت لاحق من عام 2025.

كما كشف عن خطة طموحة لتسيير رحلات إلى أكثر من 100 وجهة دولية بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن الشركة قدمت طلبات لشراء 132 طائرة حديثة، ضمن استراتيجية توسعية من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في قطاع الطيران بالمملكة.

أثر اقتصادي ضخم: آلاف الوظائف ومساهمة بمليارات في الناتج المحلي

من المتوقع أن تساهم "طيران الرياض" بما يصل إلى 75 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، بالإضافة إلى توفير أكثر من 200 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في قطاع الطيران والخدمات المساندة، مما يدعم بشكل كبير رؤية المملكة في تنويع الاقتصاد وبناء مجتمع معرفي مستدام.

قطاع الطيران يشهد نموًا تاريخيًا خلال عام 2024

بحسب الإحصائيات الرسمية، فقد شهد قطاع الطيران السعودي قفزات كبيرة خلال عام 2024، من أبرزها:

• ارتفاع عدد المسافرين إلى أكثر من 128 مليون مسافر، بنسبة نمو 15% مقارنة بعام 2023.
• تسجيل أكثر من 905 آلاف رحلة جوية، بزيادة 11% عن العام السابق.
• نمو عدد الوجهات الجوية إلى أكثر من 170 وجهة حول العالم، بنسبة زيادة بلغت 16%.
• تحقيق نمو استثنائي في قطاع الشحن الجوي بنسبة 34%، ليصل حجم الشحن إلى 1.2 مليون طن.

وتعكس هذه الأرقام نجاح الخطط الحكومية في تحويل المملكة إلى مركز عالمي في مجال الطيران والخدمات اللوجستية.

"طيران الرياض" جزء من رؤية طموحة لتحويل المملكة إلى منصة لوجستية عالمية

أوضح وزير النقل المهندس صالح الجاسر أن شهادة المشغل الجوي لشركة "طيران الرياض" ليست مجرد خطوة إجرائية، بل تمثل ركيزة رئيسية من ركائز استراتيجية قطاع الطيران الوطني، والمنبثقة من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تهدف إلى:

• تحويل المملكة إلى منصة لوجستية عالمية تربط القارات الثلاث.
• تمكين قطاع السياحة والنقل الجوي ليصبح مساهمًا أساسيًا في الاقتصاد الوطني.
• جعل الرياض مركز إقليمي ودولي للتجارة والسياحة والنقل.
• تعزيز دور المملكة كجسر عالمي بين الشرق والغرب.

صفحة جديدة في تاريخ الطيران السعودي

يمثل انطلاق "طيران الرياض" وإصدار شهادة المشغل الجوي بداية مرحلة ذهبية جديدة في تاريخ الطيران المدني بالمملكة.

ومن خلال الرؤية الطموحة والدعم الحكومي اللامحدود، تتقدم المملكة بخطى ثابتة نحو التحول إلى أحد أهم مراكز الطيران عالميا، بما يتماشى مع تطلعاتها للريادة الإقليمية والدولية بحلول عام 2030.