السعودية تعلن تشديد عقوباتها على هذا السلوك الشائع من بعض المصلين وأئمة المساجد بداية من شهر رمضان 1446 وتكشف عن العقوبات الجديدة

السعودية تعلن تشديد عقوباتها على هذا السلوك الشائع من بعض المصلين وأئمة المساجد
  • آخر تحديث

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الأمن والاستقرار داخل المجتمع، ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرًا، صدر قرار حاسم يهدف إلى مكافحة ظاهرة التسول في المساجد والمناطق المحيطة بها.

السعودية تعلن تشديد عقوباتها على هذا السلوك الشائع من بعض المصلين وأئمة المساجد

فقد أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن فرض عقوبات صارمة على من يقوم بهذا الفعل، حيث سيتم توقيع غرامات مالية كبيرة تصل إلى 50 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى عقوبة السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر لمن يثبت تورطه في التسول أو التحريض عليه بأي شكل من الأشكال.

دور وزارة الشؤون الإسلامية في محاربة التسول داخل المساجد والمناطق المجاورة لها

أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، على ضرورة التصدي لظاهرة التسول، التي أصبحت تنتشر بشكل لافت داخل المساجد، مشددًا على أن هذه الظاهرة تتنافى مع قدسية هذه الأماكن المخصصة للعبادة.

ودعا الوزير جميع الأئمة والخطباء والمؤذنين إلى توعية المصلين حول خطورة هذه الممارسات، مؤكدًا أن التعاطف مع المتسولين قد يساهم دون قصد في دعم جهات غير قانونية، خاصة أن بعض الوافدين يستغلون هذه الظاهرة لجمع الأموال بطرق غير مشروعة.

التسول في السعودية: ظاهرة دخيلة تهدد أمن المجتمع واستقراره

التسول ليس مجرد طلب للمساعدة، بل تحول إلى ظاهرة استغلالية، حيث يلجأ بعض الأفراد، سواء من داخل المملكة أو من خارجها، إلى التلاعب بمشاعر المصلين واستغلال أماكن العبادة لكسب المال دون وجه حق.

كما أشار الشيخ عبداللطيف آل الشيخ إلى أن بعض المتسولين يظهرون الحاجة ولكنهم في الحقيقة يمتلكون مصادر دخل أخرى، إلا أنهم يفضلون التسول كوسيلة سهلة لجمع الأموال.

وهذا يشكل تهديد لأمن المجتمع واستقراره، ويؤدي إلى انتشار العصابات الإجرامية التي تتخذ من التسول غطاء لأنشطتها غير القانونية.

إلزام خطب الجمعة بالتحذير من خطورة التسول والتأكيد على قيم العمل والكسب المشروع

بناء على توجيهات وزارة الشؤون الإسلامية، تم إلزام جميع أئمة وخطباء المساجد في المملكة العربية السعودية بتخصيص جزء من خطبة الجمعة للحديث عن مخاطر التسول، والاستشهاد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على طلب الرزق بالعمل بدلاً من سؤال الناس.

كما شددت الوزارة على أن كسب الرزق بعرق الجبين هو الخيار الأنسب والأكرم للإنسان، وأن التسول يضر بالمجتمع ككل، لأنه يخلق بيئة تساعد على الجريمة والاحتيال.

العقوبات المشددة لمن يمارس التسول أو يساعد في انتشاره داخل المملكة

أوضحت وزارة الداخلية السعودية أن أي شخص يتم ضبطه وهو يمارس التسول في المساجد أو في الأماكن العامة سيواجه عقوبات قانونية رادعة، تشمل:

  • السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر لمن يثبت قيامه بالتسول.
  • فرض غرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال سعودي على كل من يمارس أو يحرض على التسول.
  • توقيع غرامات على من يتعاطف مع المتسولين أو يساعدهم بأي شكل من الأشكال، وذلك للحد من انتشار هذه الظاهرة.

لماذا يتم حظر التسول في المملكة العربية السعودية؟

تهدف المملكة إلى القضاء على التسول بجميع أشكاله، وذلك لعدة أسباب رئيسية، منها:

  • حماية المجتمع من الاستغلال، حيث يستغل بعض الأفراد عواطف المواطنين للحصول على أموال دون الحاجة الحقيقية إليها.
  • تعزيز القيم الإسلامية الصحيحة، التي تحث على العمل والاجتهاد بدلاً من طلب المساعدة دون مبرر حقيقي.
  • مكافحة الجرائم المالية، حيث ثبت أن بعض العصابات تستغل التسول كوسيلة لجمع الأموال بطرق غير مشروعة.
  • الحفاظ على قدسية المساجد، التي يجب أن تبقى أماكن للعبادة فقط دون استغلالها لأغراض أخرى.

موقف السلطات السعودية من التسول في المستقبل: مزيد من الرقابة والتشديد على تنفيذ القوانين

أكدت الحكومة السعودية أنها لن تتهاون في تطبيق القوانين المتعلقة بمنع التسول داخل المملكة، سواء في المساجد أو خارجها، وأنها ستواصل العمل على رصد هذه الظاهرة ومعاقبة مرتكبيها وفق القوانين واللوائح المعتمدة.

كما دعت جميع المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ الفوري عن أي حالات تسول، سواء في المساجد أو في الأماكن العامة، وذلك من خلال الجهات المختصة التي تعمل على التصدي لهذه الظاهرة ومنع انتشارها في المجتمع السعودي.

مكافحة التسول مسؤولية الجميع لحماية أمن المجتمع ورفع مستوى الوعي

في ظل هذه الإجراءات الصارمة، أصبح واضح أن مكافحة التسول في السعودية لم تعد مجرد مسؤولية الجهات الحكومية فقط، بل أصبحت مسؤولية مجتمعية يتوجب على الجميع التعاون فيها.

فمع استمرار الجهود في التوعية وتطبيق العقوبات، يمكن للمملكة أن تحقق هدفها في القضاء على ظاهرة التسول بشكل نهائي، وضمان أن تكون أماكن العبادة بيئة آمنة وخالية من أي استغلال أو سلوكيات غير مشروعة.